بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

المهـــــــــــــــــارة القاتــــــــــــلة   !!

يقال أن للبيوت قدسية وأسرار .. وتلك الأبواب حاجز يمنع التعدي والتحدي .. وهي تطرق قبل العبور والمرور .. أما المنافذ فهي للإطلالة وتمرير الأضواء والهواء .. ذلك الجدل الذي أصبح من معطيات الماضي .. حيث المناسك التي أصبحت مرفوضة في عالم اليوم .. فالبعض يتخذ المنافذ للطرق ثم التعدي .. ويجعل الأبواب فاقدة القيمة والمفعول .. ذلك البعض الذي لا يبالي بمفاهيم الأصول .. يوجد الشرعية لنفسه بغير برهان ودليل .. كما يمارس نوعا من التعدي دون الأحقية .. ولو لا تلك المفاهيم الدخيلة الحديثة باسم التكنولوجيا والتقدم لتصدت الأبواب للدخلاء .. والإنسان لا يفقد الحيلة حين يريد التحايل .. وهو ابن العصر الحديث الذي يجيد ألوان التلاعب .. غمزه بالعين قد تعني الالتفاف حول السياج .. وإشارة بالرموش قد تعني التواجد حول حافة المروج .. وتلميحات بالحروف قد تعني ذلك الوفاق والاتفاق .. وهذا العصر لا يخلو من مكائد الشيطان .. وذاك إبليس يتخذ الوسائل الحديثة معولا في هدم الأخلاقيات .. وأجندة الشيطان هي السائدة في عوالم اليوم .. تلك الأجندة التي تجتاح الأرض بفرية التقدم والتحضر .. أجندة تتفق مع أمزجة الأجيال الحديثة .. تلك الأجيال التي تمتاز بقوة الذكاء .. وهي ماهرة في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة .. وتعرف جيداً كيف تترجم الإشارات .. وتلك أناملها الغضة تجيد الرقص فوق منصات الحروف والأزرار .. كما تجيد فهم تلميحات النفوس المبطنة التي تقف خلف الإشارات .. مهارات فائقة في كشف أغوار الوجدان .. وعبقرية فذة في فك الرموز والطلاسم التي تبديها الحواسيب .. إشارات قد تكون قليلة ترد عبر موجات الأثير .. ولكنها إشارات تقول الكثير والخطير .. تعديات وتحديات من أصحاب أفكار تجيد التحايل والتدبير .. واقتحام سافر من دخلاء يتخذون موانع الأبواب والنواطير .. ثم لقاء جائر في غفلة الأعين بين الكبار والصغار .. ورب يافع متمرد يلبي نداء الماكرين المتداخلين ويستجيب .. وتلك الساعات يهدرها الشباب في محاريب الخطيئة .. حيث الدروس التي تتعدى حدود الآداب والاحتشام .. أخذ ورد ثم اقتحام لقدسية المحاذير والممنوع .. ويتعلم الصغار عبر الأثير أسرارا ما كانت تخطر على البال .. وهنالك دائما يترصد ذلك الدخيل الخبيث المتطفل الذي يتصيد الأبرياء من المراهقين والصغار .. وهو ذلك الدخيل الذي يكشف الكثير من المعالم الفاضحة لجسم الإنسان .. تلك المعالم التي يراها الصغار لأول مرة في حياتهم .. ويتمادى هؤلاء الدخلاء في كشف المستور من العورات التي توجب الستر .. وهم يدركون جيداً أن حب الاستطلاع كامن بالفطرة في جوف الصغار .. هؤلاء الصغار الذين يتلقون تلك المشاهد والمناظر بنهم شديد .. ويظنون أنها من المرغوبات المفقودة .. كما يشاهدون مندهشين ممارسات الخطيئة بين إنسان وإنسان .. ثم تلك المزالق والخطايا والشذوذ التي تواكب الشهوات .. ومع مرور الأيام والأزمان يخرج الصغار من دائرة البراءة والطهارة ليمرحوا في حظائر الشيطان .. وقد يجتهدون في محاكاة المشاهد التي تجري على صفحات الشاشات الصغيرة .. ليمارسوا التجربة بأنفسهم .. ويبحثون عن الرفاق الذين يلبون تلك التجربة والنزعة .. واللوم والعتاب دائما يقع على الآباء والأهل .. هؤلاء الآباء الذين يجهلون مجريات الأمور .. والذين ينامون دائما فوق بساط الغفلة .. فرب والد يدعي الحرص ثم يخوض مع الخائضين .. وهو ذلك الراعي والمسئول عن رعيته يوم القيامة .. فيا أيها الأب الغافل تنبه وأحذر فإن المخاطر تحاصرك من كل الجهات .. وأنت في غفلة تدعي الحرص وتدعي الحصانة حيث الأبواب مغلقة ومفاتيحها في جيوبك .. وأنت غشيم لا تدري أن الزمن قد أبطل مفعول تلك الأبواب والمفاتيح منذ سنوات عديدة .. وهذا العصر هو عصر ذلك الدخيل المتطفل الذي يقتحم الدور عبر الأثير .. ذلك الدخيل الذي يجهل مناسك الأصول .. ولا يطرق الأبواب طلبا للدخول .. كما لا يعرف حدود الحرمات وقدسية المجالس عند الحضور .. يل يقتحم المنازل بجرأة ويجتاز الأروقة حتى مشارف الحد المحذور .. ثم يتلاعب بمشاعر المراهقين الصغار الذين يجيدون الأخذ والرد بسرعة عبر الأنامل المتمرسة .. والحكاية برمتها مرسومة ومخططة لهدم أسوار الأخلاق والفضائل .. كل ذلك يجري في ساحات المجتمعات والأهل في سبات عميق .. وفقط لديهم تلك المشاهد البريئة التي تظهر الشاشات الصغيرة في الأيدي الصغيرة .. ولو أدرك هؤلاء الأهل والآباء مخاطر تلك الشاشات الصغيرة لقذفوا تلك الأجهزة ضاربين بها الحوائط .. وقد يرى البعض أن تلك الأجهزة أصبحت اليوم من ضروريات الحياة ولا بد منها .. ولو كان الأمر كذلك فعليهم مراقبة فلذات أكبادهم بحرص شديد عند استخدام تلك الأجهزة والحواسيب .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,687