بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 بسم الله الرحمن الرحيم

المعــــــــــاني  العميـــــــــــــــــقة      !!

عدة الصبر هي العزيمة والتحمل .. وعلة الصبر أنه يوحي بالضعف والعجز .. ورب باسل مقدام يتسامح بالعفو ثم ينعت بالجبان .. رغم أن الصبر في حد ذاته جدل قد لا يجيده إلا أولي العزم .. والإنسان يكسب المعيار بخفايا السريرة والنية .. ذلك المعيار الذي يجسد مكانة الإنسان بالسلب أو الإيجاب .. وهو المحك الذي يغربل الحقائق ليبين نوعية المعادن .. فإما أصالة ومكانة وإما زيف ومهانة .. وبؤرة المجهر دائما تؤكد معاني الحكم .. فالسماحة تتجلى في امتنان ليس من أجل التملق .. والقباحة تتجلى في جحود يتعمد النكران .. وصفة اللؤم والغدر هي كامنة في نفوس البعض من البشر .. كما هي متأصلة في طباع الأفاعي والعقارب .. فليست حقيقة البراءة في عيون إنسان قد يدعي المحاسن .. تلك المظاهر التي لا تقي من المكائد .. فكم من علامات يظهرها وجه الإنسان وهي تغاير البواطن .. وكم من ابتسامات تلوح في الوجه كالبرق والجوف يغلي كالبركان الثائر ! .. وكم من الأيدي التي تجاهر بالسلام وهي تدس السم في الأكمام ..  تلك العلامات التي تتجلى في لحظات الحقيقة .. وهي لحظات تجلب العجب والحيرة .. ومن علامات الغدر والنكران والجحود أن تطاول الأسنان لتبتر الأثداء التي ترضع .. كما أن من إشارات الغدر والخيانة أن يجتهد المعوز لقطع اليد الباذلة المحسنة .. ورب فقير لئيم في طبعه يترصد السانحة ليطعن ظهر الذي يحسن إليه بالخنجر .. ورب جار يرائي ويدعي الجيرة الطيبة ثم تزعجه فرحة الجيران .. ورب رجل يدعي البر والإحسان ثم يبخل بصدقة على محتاج .. ورب متفاخر بالكرم والضيافة ثم يرجو المدح والثناء .. ورب مختال فخور يمتطي نزعة الكبرياء لكي يشار إليه بالبنان .. مظاهر كلها خادعة لا توافق مكنونات الصدور .. وطلاء زائف يغطي الواجهات بدهان الزيف والرياء .. ويقول أهل الحكمة أن أصالة الإنسان لا تتجلى إلا عند المحك والامتحان .. تتجلى في حال المعية والرفقة الحسنة في أسفار الشقاء .. كما تتجلى في حال التلهف لمساعدة البؤساء .. أو في حال الوقفة الشهمة لمساندة الأرامل والأيتام .. أو في حال المروءة النافذة لأهل الاستغاثة والنداء .. أو في حال المساندة المستديمة للضعفاء .. أو في حال الوقفة الرجولية التي تستغيث صيحات العرض للجواري والشرفاء .. أو في حال المواساة لأهل الأمراض والأسقام والداء .. أو في حال المدد والسند والعون عند وقوع النكبات والأضرار .. أو في حال الوقفة مع الجيرة في السراء والضراء .. أو في حال مشاركة الآخرين بالعزاء عند وقوع البلاء .. أو في حال المروءة  بتشييع الجنائز ثم العزاء .. وهنالك وقفات أخرى كثيرة تؤكد أصالة ومعدن الإنسان .. ولا تتجلى تلك الوقفات إلا عند المحك والابتلاء .  

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 144 مشاهدة
نشرت فى 25 أغسطس 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,379