بسم الله الرحمن الرحيم

مـــــلك الخصـــــال قـــــــد يكــــــــون قــــــــرداً  !!

ملفات السيرة الذاتية للإنسان قد تكون ملفقة خادعة .. زائفة في جوهرها .. ومعكوسة في معانيها .. وهي عادة تحتاط لتبعد الشوائب والمعايب عن السيرة .. تلك الصيانة التي تغلف الحقائق بغلاف المفتريات .. وتحجب الداء والنواقص عن العيون .. كما تمنع الروائح المنفرة عن أنوف الباحثين .. وتلك صنعة ماكرة يجيدها البعض من الخبثاء .. حيث تلوين المقامات بالمدح والثناء .. وتحسين القوائم من عيوب الكسر والانحناء .. وتخضيب الواجهات بزاهيات الطلاء .. والاجتهاد بالقدر المستطاع حتى تتلاشي علامات الوباء .. وحينها تتوارى معالم القذى في اللوحة السوداء .. وتدعي الشعارات بأنها لوحة بيضاء .. تلك المعالم الزائفة التي تبدل الصيت ليكون في قمة النقاء .. وتبدل روائح الجيفة برزاز النفحات في الهواء .. وعندها تتجلى قوة الساحر في حجب العيون لتكون عمياء .. حيث يظهر الأشرار بشيمة الأبرار الأتقياء .. وحيث تبدو أحجام الأقزام بمعيار الكبراء .. ملفات خادعة تماثل المناخل الفالتة في الأداء .. تسقط النفائس وتبقي أبخس الرواسب في الوعاء .. وأصحاب السيرة هم أدرى الناس بالأسرار التي تعد في الخفاء .. ولا تطفو تلك الحقائق إلا عند المحك وعند اللقاء .. حين تسقط القناع التي تحجب موجبات الويل والبكاء .. وحين تنهار أسوار الزيف التي تحاط بأروقة البسطاء .. ولا تكون السيرة الحسنة إلا بفحص الحكماء .. حيث تتواجه الوجوه وجها لوجه لتفضح المستور تحت الغطاء .. وحيث تتلاقى العيون عينا بعين لتزيل الغشاوة والرمضاء .. وعندها تتجلى الحقائق كالبدر في كبد السماء .. ويتجلى التناقض في المواصفات التي تغاير مزاعم الخبثاء .. حيث المضحكات في الدلائل والأسماء .. جاهل محتال قد يمرح في ثياب العلماء .. وغول مهيب قد يعيش العمر في براءة الظباء .. ووحش كاسر قد يرائي في صورة الحمل الوديع بالعراء .. وشيطان مريد قد يبدو في صورة الملائكة الكرماء .. ونصاب محتال قد يدعي أنه من الأنبياء .. مزاعم تحتويها ملفات السيرة الذاتية وهي في جوهرها تضليل للأبرياء .. والمرء مهما يطيل الإدعاء فإنه مرهون لحكم الامتحان والابتلاء .. حيث الحقائق التي يجب أن تطابق المواصفات في الكم والأداء .. فهو إما أن يكون ذلك الطاهر المصقول كالجوهرة الملساء .. وإما أن يكون ذلك الزائف المدهون بطلاء الأكاذيب والافتراء .