بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

بسم الله الرحمن الرحيم

بشــــــــــــــائر الســـــــــــــــــراب   !!

يتوارى الإنسان تحت أغطية الأحلام ناسيا المآل .. وتلك زينة الدنيا تلوح له بالإغراءات خلف النوافذ .. وتعرض عليه لوحة الحياة الزاهية .. بألوان قوس القزح والرمال .. لوحة تداعب الخيال وتبشر بأزلية الأعمار .. آمال وأحلام وطموحات تجاذب الأنفس وتراقص الأفئدة والقلوب .. وهي آمال في جوهرها خادعة لماحة تخفي الكثير.. تحث الأنفس على التشبث بالدنيا .. وتنادي بالركض خلف السراب .. حيث التسابق من أجل غايات وطموحات هي عرضة للزوال .. و قد لا يطالها المرء رغم الجهد والاجتهاد .. ولا ينالها مهما يجد ويكد ويطيل في النضال ..خيبة قد تلازم الإنسان مدى العمر والمسار .. ومجرد مغريات تداعب الخيال لدى الحمقى والصغار .. وتغري وتضلل تلك الأنفس الشابة الطامعة في جديد الحياة .. حيث تلك الفئات التي تهطل لديها أمطار الطموحات بكثافة تفتقد الحكمة والكياسة .. مرحلة يكون فيها المرء شغفا متلهفاَ لامتلاك مخزون الدنيا من المتاع .. ويبدأ الخطوات بجهد مفرط فيه الكثير من المبالغة والمخاطرة .. وكل ذلك تحت فرية تأكيد وضمان المستقبل المزعوم .. وكأنه ذلك الضامن لسنوات العمر المديدة .. يخطط ويرسم ويجاري الخيال بإفراط شديد .. وقد يتعدى الأمر ذلك كثيراَ فيفكر الإنسان في إيجاد مستقبل زاهر لنفسه ولأبنائه ولأحفاده وأحفاد أحفاده .. وقد لا يبالي كثيرا بموجبات الأخلاق والدين فيجمع بالحلال والحرام .. فهي تلك الحياة الزائفة التي تدق فيها نواقيس الأحلام الزائفة والإغراءات .. وتفترش له الدنيا بساط الأوهام تحت الأقدام .. فيخال له أن الحياة أبدية ودائمة لا تعرف الزوال .. وأن الدنيا هي دار القرار .. ولا ترد في الخواطر سيرة المكابدة والعثرات .. كما لا ترد في الخواطر سيرة الموت هادم اللذات .. رغم أن تلك أقدار مؤكدة ومفروضة بمشيئة الكتاب .. فهي موجبات وجسور قائمة لا بد أن يعبر من فوقها كل فارس يمتطي الدنيا .. ثم يلتقي المرء بالموت مهما تطول به السنوات والأعمار .. فلا بد من معانقة ذلك الموت في يوم من الأيام .. فالموت هو ذلك الرفيق في نهاية المطاف رغم التهرب والتجنب ورغم تعمد النسيان .. وهو الذي ينتظر دائما وأبدا عند الأعتاب والأبواب .. ذلك الصياد الماهر الذي يترصد الأعمار بالمرصاد .. وسنة الكون أن المجريات لا بد أن تجري بمشيئة الأقدار .. مشيئة قدرية لا بد أن تنال حظها من البيان .. لتمثل تلك المصائر التي لا تخطئ الحسابات ولا تعرف الهفوات .. مصائر جازمة حاسمة لا بد أن تصدق الوعد في نهاية المطاف .. وعندها تقع تلك السيرة المهلكة التي تغلق الأبواب وتعلن النهايات .. سيرة تغم الأنفس مهما تكون درجات القناعة والتزهد .. وهي سيرة تخيف أكثر هؤلاء الطامعين في ملذات الدنيا والحياة .. ومن العجيب أن الإنسان يكون في غفلة رغم حتمية الموت وحتمية النهاية !! .. فهو لا يكف أبدا عن ملاحقة الدنيا .. ولا يقف عند حد التعقل والقناعة .. بل هو ذلك المخدوع الذي يمتطي سروج الآمال الواهية .. والذي يطمع في استحواذ أكبر قدر من معطيات الدنيا .. حيث لا يكتفي بالكوخ مسكنناَ .. ولا يكتفي بلقمة الخبز قوتا .. ولا يكتفي بظل الشجرة ظلالاَ .. بل هو ذلك الطامع في السعة والوفرة والكثرة ... فهو يعشق الخيرات بدرجة الهبالة والجنون .. تلك الأطماع التي تورده في المهالك .. وهي أطماع تمثل عدة البلاء والابتلاء .. فلا يشبع الإنسان من طلب الدنيا .. بل يركض خلفها بالليل والنهار .. وتلك مناهل الدنيا تتراقص أمامه بألوان الملذات .. فيطلب المزيد ثم المزيد .. فلو استحوذ على جبل من ذهب لتمنى أن يكون له جبل آخر .. ولو كانت له بساتين الدنيا بخيراتها لتمنى أن تكون له مثلها ومثلها .. وحال الإنسان في ذلك يماثل حال الجب الذي يفتقد القاعة ولا يفيض بالقناعة .. فهو ذلك الكائن النهم الشغف الذي لا يرتوي بالشراب ولا يشبع بالإكثار .. ولا يرضى بالقليل الذي يسد الرمق ويطرد الكمد  .. فهو ذلك المخلوق العجيب الذي يلازم الركض خلف الدنيا الزائلة .. صورة تؤكد أن الإنسان خلق هلوعاً .. يفتقد الكثير من معاول الحكمة والكياسة .. فلو كان عاقلا لبقا لأدرك أن دوام الحال من المحال .. ولأدرك أن خيرات الدنيا التي وصلت إليه رغم الكد والجد كانت لآخرين في يوم من الأيام .. وأن الإنسان قد يبني بيتا قد لا يسكنه أبدا !!.. بل هو ذلك المخدوع الذي يبني ملاذ الآخرين .. والدنيا مثل دابة راحلة مرتحلة لا تعرف الاستقرار .. ولا تعرف دوام الأحوال .. فتلك الأيام تداول بين الناس .. قادم يحط الرحال ومسافر يواكب المآل .. فالدنيا هي تلك المحطة القصيرة المدى .. يرد إليها القادمون في عجالة .. ويرحل عنها المسافرون في عجالة .. ومع ذلك يتكالب عليها الحمقى من الناس بقدر يجلب العجب والسخرية .. حيث لا يتعظون من فداحة التجارب والتكرار .. ولا يضعون المقابر لوحة وعظة تؤكد نهاية المآل .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,754