<!--
<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم
حتـى هنــا كفـى ثــم كفــى !!
قـــــال :
الأذهان قد أربكت الحسابات .. وهي التي أخفقت في الفراسة .. وأوجدت تلك الموازنة الخاطئة .. حيث الافتراضات الغير موفقة .. ودواخل النفوس أفرطت في التكهنات .. وأوجدت ذبذبات الشك التي تجاوزت الحد .. وتلك إشارات نمت لتوحي بعدم الثقة والأمان .. ورميات تجريح تكاد أن تلامس نقاء المودة والبين .. حيث تلك الملامح الطارئة التي بدأت تعكر صفاء الغدير .. وعلامات الشك والريب قد لاحت وترعرعت لتجبر العقول أن تفكر بالصوت المسموع .. رغم أن المظاهر تدعي وتوحي بالبراءة .. والقصة مجرد نظرة بريئة قد تمادت في العمق .. نظرة في حقيقتها كانت نظرة إعجاب وانبهار .. وليست نظرة مآرب ومقاصد وشهوات .. تلك النظرة التي فقدت الصدق في المواصفات .. وقد مثلت القشة التي قصمت ظهر البعير .. نظرة جرحت كبرياء الماضي بشوائب الظنون .. ذلك الماضي العفيف .. ذو الصيت الطاهر النظيف .. الذي كان ذات يوم يمثل الجدل الخالي من ألوان الشكوك والريب .. والذي كان لا يعرف أكثر من طقوس الوقار والاحترام .. كما كان يجهل ألوان الملامح والمقاصد .. ويخلو من الميول التي تشوه جمال المعاني .. كما كان يخلو من نقاط العيب التي تشوه لوحة الخيال .. أما الآن وقد وقعت الفاجعة .. حيث الطامة التي دمرت سدود النوايا الحسنة .. وحيث الظنون التي أطرقت أبواب الأذهان والنفوس .. فالحاضر أصبح ذلك الجدل المستجد المخيف .. الذي يضع ألف سؤال وسؤال .. فكيف اللقاء بعد الآن ؟.. وقد قالت الأنفس شيئاَ .. والشيطان قد وجد ضالته في نهاية المطاف .. وأصبح يترصد الخطوات بالمرصاد .. حيث هو الثالث الذي يوتر الاثنين .. وتلك حوائط الحيطة والحذر قد فشلت في تصدي الهواجس .. وقد ولت براءة النوايا في الماضي .. والعيون قد بدأت تتمرد لتبحث عن الأسرار ،، والقلوب تحولت وبدأت تعزف ألحان الشجون .. والأخطر من كل ذلك أن النفوس بدأت تنادي وتريد إشباع الحوائج .. وعندها جاء الوقت لنقول بإخلاص الأتقياء حتى هنا كفى ثم كفى .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش