بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

<!--

<!--<!--

بسم الله الرحمن الرحيم

الدمــوع حيـــن تجــرح الخـــدود  !!

يـا أيها الناس رفقا بالقوارير .. فإنها تمثل هالة عظمة من باقات رقـة وحريـر .. فلا تجرحوا النواعم غدراَ ولا تسفكوا دماءها تهكماَ بالمقادير .. فهي رقائق حسن لا تحتمل دغدغة النسائم في يوم مطير .. كما لا تحتمل الرعود والبروق حين تجتاح أعشاش العصافير .. وحين تبكي حزناَ تنساب دموعها شاردة فوق خد منير .. وتلك عيونها تسكب مياه الحزن صافية كماء الغدير .. تجري في جداول الأسى لتجرح وجهاََ كالقمر المنير .. وحينها تبرز خيانة الإنسان للإنسان بالغدر المشين .. فهي تلك الدماء الطاهرة المسفوكة بأيدي ذلك الإنسان الشرير .. لوحة دامية تبكي قساة القلوب قبل أن تبكي أهل المعاذير .. وقد تعتاد الأنفس مفاسد القتل بين زمر الصراصير .. ولكنها ترفض الصمت والسكوت حين تغتال حرمة القوارير .. وتلك سنن الموت أن يصرع الأسد الذي يجاهر بالزئير .. ولكن ليس من سنن الموت أن يصرع الحمل الصغير .. مؤثرات قاتلة تفجر الأحزان في قلب المبصر الحصيف ناهيك عن قلب الأعمى الضرير .. وتلك الدموع الخادعة في أعين التماسيح ليست كدموع البراءة في أعين الطفل الأسير .. فمالي أرى الدنيا وقد أظلمت بمشانق البراعم والقوارير ؟ .. فهل تلاشت جحافل المجرمين في الأرض حتى يعامل الطفل كالمجرم الخطير ؟؟ .. فكيف أصبح ذلك الطفل هدفاَ تناله القاذفات بنيران الهجير ؟؟.. ومن سخرية الأحوال في هذا الزمن أن يرحل الأطفال للآخرة قبل أن يرحل أهل العمر والتعمير .. وقد ملئت ساحات القبور برفات الأطفال قبل أن تملآ برفات المعمر الكبير .. فكيف تنام أعين القتلة الذين يفنون الأعمار في قتل البراعم من غير تبرير ؟؟ .. تنالهم اللعنات صبحا ومساءَ ليوصف الواحد منهم بالقاتل الشرير .. وقد يمرح القاتل فوق وجه الأرض وهو لا يبالي بجرمه وتلك هي أحاسيس الخنازير .. يتفاخر تيهاَ ودلالاَ بفعله الشنيع وحينها تفوح منه رائحة الحمير .. وقاتل الأطفال ممقوت ومكروه بالفطرة مهما يجاهر بالصلاة والتكبير .. وقد يدعي الصلاح والتقوى وهو مخالف للدين إسهاباَ وتقطير.. والدين منه براءة حيث لا ينادي بسفك الدماء ولا ينادي بموجبات التكفير .. إنما هو ذلك النهج القويم الذي ينادي بالرفق بالصغير قبل الكبير .

ــــــ

 

 

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 162 مشاهدة
نشرت فى 19 أكتوبر 2016 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,131