<!--
<!--<!--
بسم الله الرحمن الرحيم
لقــد بخــلت بالتفــاتة !!
نافرة لا تستجيب نداء المنادي .. وإذا التفتت لا تلتفت إلا بعنـاد .. والذات فيها جدل يقاتل الذات بالمرصاد .. حيث ذلك القلب الذي يميل بانفراد .. وتلك خاطرتها تشاكس بألوان الجهاد .. القلب في واد والعقل في واد .. أوصدت مداخل السمع بكفيها ثم ولت غير آبهة بصيحات التناد .. وذاك قلب متيم يرجو مودتها فيناجي مجاهراَ بالشعر والإنشاد .. ولكن هيهات فذاك وقـر في الآذان يحجب السمع بالانسداد .. وتلك السواحل تتباعد الخطوات بعد الخطوات بالابتعاد .. وجسور البين تجلب الأحزان حين لا تلبي سنن الارتداد .. فهو ذلك الخصام الذي يوجب الموت بألوان الحداد .. إشارات تؤكد ملامح أوجاع توحي بخاتمة السواد .. كيف المآل وتلك نجمة تجاهر بالأفول قبل حلول الميعاد ؟ .. وسوف ترحل عن الديار وآثار الذكريات تحاور في عمق الفؤاد .. والأنفس في أعقابها سوف تكابد وتشتكي من شدة السهاد .. أنفس تتوق لظبية تسكن الخيام خلف تلال الأمجاد .. رمت القلوب بسهامها ذات مـرة ثم ولت وهي لا تبالي بأهل الوداد .. فيا بهجة الروح والقلب تلك مهلكة تطاعن الأحبة في عمق الأكباد .. مكايـدة تحسبها هينة وهي قاتلة تسلب الأرواح من الأجساد .. ونفـرة الغزلان مقبولة لو عادت الغزلان تائبة لكنف الأغماد .. فتلك وصلة بعد جفوة فيا لها من وصلة تفرح القلوب كالأعياد .. ولكنها واصلت خطواتها دون التفات يؤكد العفـو في عمق الفؤاد .. فيا نفسي توبي من لسعة أوجبت الحذر إذا تعلق القلب يوماَ بأستار السهاد .. وتلك لدغـة من جحرها كانت حماقة تستوجب قوة العزم عند المراد .. وذاك جسمي بات كالحاَ يشتكي العلل لو لا ذلك الصبر من رب العباد .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش