بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أيـام الســواد في سمــاء الأمــة  !!

أملك من الغنائم كل مدخرات الحزن .. وأملك من الحياة كل ألوان الأوجاع .. فلو كنت مبحراَ تتباهى بأحلام الطموحات والهناء فإياك أن تقصد سواحل الأمة العرجاء .. فأنا مولدي ذاك كانت صيحة في أرض الدموع والفقراء .. وزادي ذاك كانت رشفة من أثداء الأشقياء والشقاء .. وفطامي ذاك كان حرماناَ من رحمة الأنبياء .. لا تخيفني زمجرة الأحوال من حولي فأنا صخرة صقلتها سواقط الأنواء .. ولا تبكيني زمجرة البراكين والزلازل فأنا تعودت كل ألوان البكاء .. ولا تفيدني حلل الرثاء والعزاء فتلك ثمرات من سواقط الغثاء .. أرى الضحكة في وجوه القوم ثم أتعجب من ضحكة الأغبياء .. ما الذي يضحك أنفساَ تتصارع الموت في اللجة الدهماء ؟.. عجباَ من أمة تضحك والمشانق تحيط بها من كل المنافذ والأرجاء !.. أمة عالية المقام كانت تمتطي سروج المعالي ذات يوم وهي تمرح في ثياب العز والكبرياء .. تؤمن بالله رباَ واحدا أحداَ وفي يدها الكتاب من السماء .. فإذا بها تستبدل الأعلى بالتي هي الأدنى لتركع في خنوع لتقبل أحذية الأعداء .. تبتغي العزة في براثن المذلة والمهانة وتلك شيمة الجبناء .. فزادها الله إذلالاَ ومهانة حتى غدت مطية تحت أقدام الحثالة والخبثاء .. تنال من روثها وفضلاتها فيا لها من أمة قد سقطت في حفرة الأقـذاء .. تروم المكانة والعزة في غير عون الله فأذاقها لله لباس الخزي والرمضاء .. أمة تفشت فيها محارم الأخلاق حين آمنت بشرعة الأوغاد والسفهاء .. وتلك محارم الأعراض قد هتكت حين أبيحت الأعراض للدخلاء .. فيا حسرة على أمة انهارت وهي تبتغي العـزة بقوة الأعداء .. تحصد الموت في أرجاءها وتلك المدائن والقرى غدت مرتعا للمفسدين والرعناء .. تحاط بها الويلات بحراَ وبراَ وجواَ والموت يتساقط على أقطارها من كبد السماء .. وتلك صيحات الأرامل واليتامى والأطفال ثم النازحين الذين يفترشون العراء .. أمة تعاني من الحروب والويلات فيا لها من أمة تواجه النكبة النكراء .. فأين مفاخر الماضي حيث جحافل الإسلام وأمة الأمجاد والكبراء ؟؟.

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 455 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,736