بسم الله الرحمن الرحيم
أطــواق النجــاة لهــؤلاء !!
العوائق أصفاد .. جملة من الممنوع .. مردها الأحقاد .. أبناء الذوات لهم تلك الأبواب مفتوحة بالقدر الذي يفوت سفن البحار .. والأبناء من الضعفاء هم الذين يفقدون الحيلة براَ وبحراَ وجواَ .. ولا تكون العدالة بمعدلات التفوق والنباغة والذكاء .. فلو كان الأمر كذلك لفاز الضعفاء .. ولمات أبناء الذوات كمداَ وخذلاناَ .. لأنهم في الغالب الأعم يفقدون دواعي الاجتهاد .. ولا يحتاجون للعبقرية لنيل المراد .. أما هؤلاء المجتهدين الذي ينالون الأعالي في درجات التحصيل وينالون الأعالي في نيل الشهادات بعد الكد والجهد الطويل المضني نجدهم يتسكعون في شوارع المجتمعات .. لأن الأبواب تغلق دونهم .. ولأن المقاليد دائماَ في الأيدي الحاقدة الظالمة .. ليس لهم حظوظ إطلاقاَ في تلك المنح الدراسية التي تهدى من دول العالم .. كما ليس لهم الحظوظ والأولويات في السفر لدول الاغتراب والعمل .. فدائماَ تلك الفرص متاحة مباحة لأبناء الذوات والوساطة .. متاحة لأبناء الوزراء والوكلاء والكبراء والمتملقين والمتسلقين .. ولذلك نجد في المجتمعات المتفرقة زمرة من خيرة الشباب والشابات تفتقد الحيلة .. مقيدة الحركة كلياَ .. لا تستطيع أن تتقدم أو تتأخر .. رغم أنها تملك في اليد كل أسلحة النجاح والتفوق .. وتعيش في سجون الظلم والمظاليم .. لا تجد فرص العمل في بلادها .. وإذا فكرت أن تهاجر للدول الأخرى لا تتاح لها المجال .. ولا تسمح لها السلطات بمغادرة البلاد .. أعداد كبيرة من الشباب والشابات تعيش في تلك السجون الكبيرة القاتلة .. وهي في حيرة شديدة من أمرها .. وحتى إذا قبلت تلك الأعداد بمزاولة الأعمال العادية اليدوية فلا تجد تلك الساحات متاحة مرتاحة .. بل هي تلاحق من السلطات قبل أن تلاحق من أفراد التنافس في المهن .. وتمضي الأعمار تباعاَ سنة بعد سنة وهؤلاء يفتقدون كل الحيل .. وهم كالآخرين يحلمون بالمستقبل .. ويريدون أن يواكبوا حياة الفطرة والسنة بالتخطيط وتأسيس البيوت والأسر .. ولكنهم يجدون كل المسالك قد أغلقت أمامهم ! .. وتضيق عليهم الحياة وتتأزم حلقاتها يوماَ بعد يوم .. فإذا تحركوا هنا ( فلا ) وإذا تحركوا هنالك ( فلا ) ولا تكون لهم كلمة ( نعم ) إلا حين ينادون بالانتحار .. ولا تجد في الكثير من الدول تلك الجهات الرسمية التي تدرس أحوال هؤلاء المغلوبين على أمرهم .. ولا يدرك أحد مقدار وأهمية تلك الكنوز المهمشة في المجتمعات .. من خيرة الشباب والشابات .. بل نجد الأحوال دائماَ معكوسة حين تعج المصالح ومنشئات الخدمات في الدول بتلك الحثالة من المستلقين أهل الوساطة والجاه .. فتمتلئ المحافل بتلك الأمخاخ الخاوية الفارغة .. حيث تجلس في القمم عقول لا تدرك ولا تعرف إلا توافه الأمور .. تلك العقول العاجزة التي لا تملك مقدرة التخطيط والإبداع والتقدم بالبلاد .. ومن المضحك حقاَ أن زمام الأحوال في بعض الدول في أيدي الحاقدين الذين يحاربون المؤهلات العالية المفيدة جهارا ونهاراً .. ويضعون العراقيل أمام طموحات الشباب المؤهلين القادرين .. بل يتعمدون في تحطيم تلك المقامات العالية حتى يثبوا نوعاَ من الهيمنة المقرونة بالحقد الدفين .. ولمسنا ذلك جلياَ في تلك الشروط التعجيزية الحاقدة المنكرة التي يضعونها أمام الخريجين من الشباب والشابات .. في حال التواجد داخل البلاد أو في حال الرغبة في الاغتراب .. والذي يضع تلك الشروط إذا رجعت لأصله وفصله نجده في مقام أدنى من باطن المداس .. وأفعاله وشروطه هي التي تضعه في تلك المقاس .. لأنه مجرد كومة من النفايات وهو في الأصل يفقد الإحساس .. لا نجد فيه نخوة الرجولة التي لا تفرق بين أبناء الناس .. ولا نجد فيه مقدمات الشهامة التي تعدل بين الأجناس .. كم يكون عظيماَ ذلك الإنسان لو أنه تجرد بسماحة الأخلاق وأحس بإحساس الشباب والشابات وحاجتهم الشديدة إليه .. كم يكون عظيماَ ذلك الإنسان لو أنه تجرد واعتبر الجميع بمثابة أبناءه وبناته .. ولكنه مع الأسف الشديد ليس بذلك الإنسان العالي المقام وليس بذلك الشهم الكريم .. ولكنه يجد الملذة في حرب مع فئة ضعيفة مغلوبة على أمرها .. وتلك هي أفعال مراكز القوة الحاقدة في المجتمعات الكثيرة .. تلك المراكز التي تتواجد في غفلة الأعين .. فتشتكي المجتمعات من كثرة العاطلين المؤهلين القادرين .. بينما تعج المحافل ومنشئات الخدمات والاستثمار بصغار العقول المتسلقة الغبية.
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش