يمتاز بتلك الشاكلة فهو محق حين يكون مغروراَ .. يملك السند ويملك العضد .. وقد ولد في ساحة السعادة .. والأيدي تمده عن اليمين وعن اليسار.. ذلك النوع من الحياة المطرفه المتطرفة .. حيث تبتسم الحياة لزمرة من الناس دون الآخرين .. تلك الزمرة التي ترضع من أثداء الحظوظ .. تتواجد في الحياة وفي فمها ملعقة من الذهب .. ولأنها زمرة لا تبكي منذ مولدها فهي لا تعرف الدموع .. وتجهل دروب الشقاء والبكاء والمعاناة .. فهي تلك النشأة السعيدة في البيئة الحرة الفالتة .. تلك البيئة الكريمة السخية التي لا تمسك ولا تبخل .. فعطاءها غير ممنوع وغير مقطوع .. وذلك النوع من العطاء والكرم عادةَ يفتقد الضوابط والكوابح .. والعلة فيها أن قلوباَ تجتاح وتحيط بالعواطف الجياشة الغير محدودة .. تلك العواطف التي تخلق من أرحامها أنفساَ غير مسئولة .. أنفساَ تسرح وتمرح كيف تشاء .. وتعربد كيف تشاء .. وهي تجاري الحياة حسب الأهواء .. دون التقيد بشروط الأعراف والآداب والتقاليد .. ولأنها عادةَ تنشأ خارج سياج الممنوع والمحظور فهي لا تعرف التوقف عند الإشارات الحمراء .. وتظن أن من حقها أن تنال ما تريد .. متى ما تريد وكيفما تريد .. والنظرة الفاحصة تؤكد أن تلك الفئة من الناس لا تلام بوزر الآخرين .. حيث أن العلة القاتلة تكمن في الأيدي المسئولة عنها في المقام الأول .. تلك الأيدي التي تخطأ السبيل حين تجهل أساليب التنشئة والتربية والتهذيب .. فهي تعطي دون الموازنة بالقدر الذي يتخطى الفائض ويزيد .. ولذلك فإن العقل والمنطق يقر بأن تلك الفئة الفالتة المستهترة تستحق الشفقة أكثر من أن تستحق اللوم والعتاب .. فهي قد جبلت على الفوضى بتقصير الآخرين .. ولا تعرف في مسار حياتها غير تلك الحياة الفالتة الجارحة .. وفاقد الشيء لا يلام حين لا يعطي .. وفي معية هذه القصة ذلك الشاب الذي تجري عليه تلك السمات .. تخطى أبواب الطفولة وبدأ يجتاز أبواب الشباب .. وكل مرحلة كان أشد ضراوة في مسميات التمرد والعصيان .. وهو ما زال في نعيم السمع والطاعة من الأهل الكرام .. لا يرفض له طلب وينال المراد بإشارات البنان .. وبيئة النشأة كانت ذلك الغطاء الذي يحجب عنه الكثير من حقائق الحياة .. فهو يجهل أن الحياة فيها جوانب أخرى غير تلك السهلة المتاحة المعربدة الفالتة .. فيها السعادة وفيها الشقاء والبكاء .. وحاسة الجوع لديه لم تشتكي يوماَ حيث أن الشبع كان دائماَ هو سيد الأيام .. مجرد إنسان محظوظ يملك السطوة على قلوب تحيطه بالمحبة الوافرة الزائدة .. لينشأ عنيداَ لحوحاَ حين تحدثه النفس بما تريد .. ورب نافعة ضارة بذلك القدر الخطير .. فتلك السانحة العريضة من العطاء الفالت والحريات المباحة المتاحة أضرت بذلك الإنسان كثيراَ .. فقد أدمن التمرد والعصيان والإصرار على نيل المطالب .. تلك المطالب التي تمتاز بالصالح والطالح .. وكانت الطامة الكبرى حين أبت نفسه المتمردة أن تواكب مقاعد العلم والتلقي بالخضوع .. يافع متمرد رفض الإذعان لشروط المدارس فتواجد في الشوارع العامة ليتسكع .. ولم يفقد المعية من شلة التملق التي كانت تمتطي حجة الصداقة .. تلك الصداقة المرتشية بألوان المنافع .. وكان هو الرائد في ألوان البدع حين سبق الأنداد والرفاق بامتلاك السيارة الفارهة الحديثة وهو ما زال يافعاَ عند أبواب الحياة .. كان يملك الكثير في الكف ويفتقد الكثير من موجبات العقل والذهن .. يملك مهارات السفاسف وتوافه الأمور .. ويفتقد مهارات العلم والثقافة والمعرفة .
ــــــ
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
نشرت فى 2 نوفمبر 2014
بواسطة OmerForWISDOMandWISE
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
801,176
ساحة النقاش