بسم الله الرحمن الرحيم
قبـس مـن الأسـرار فـي كنـف الأقـدار ؟!!
الصورة مجرد أوهام تطل بجدل يراود الوجدان .. والحقيقة ما زالت في حقيبة الغيب والبرهان .. والأمر محير يراود العقل بصور من الأفكار .. ومع ذلك نتريث ونتقي العجالة في غوص تلك الأسرار .. ونتحاشى الكيل بمقدار قد يخطأ المعيار .. وبعض الظن إثـم .. فنكتفي بسياج الحيطة حتى يبلغ الهلال شواطئ الأنظار .. وحينها قد يكون هلالاَ صادقاَ أو قد يكون شريطاَ واهناَ يخدع الأبصار .. أو قد يكون أمراَ عجباَ يفوق الهلال بذلك الجلل في المقدار .. فلما العجالة واليوم ما زال عند حافـة النهار ؟ .. نكتفي بالصبر ثم نطلق العنان لخيال يخوض كيف يشاء في مجاهل البحار .. خيال يسبح في بحور الأحلام دون فاصل يعني سواحل الأخطار .. ويتملق روائع المحاسن باجتهاد قد يخالف حقائق الأقدار .. ينساق في أحلام طفل يرسم اللوحة بمنتهى الاستهتار .. فهو ذلك الخيال المنعش الذي يفقد موانع الجدار والأسوار .. يفقد الوقار والاتزان حين يفقد الضوابط التي تحدد معالم المحاسن في الألوان .. كما يفقد القرار الصائب في الحكم على بني الإنسان .. وقد يتعثر في المشوار ويطمس الألماس والجواهر المكنونة تحت غطاء الأليـاف .. أو قد يغطي منابت الزيف بدهان مغاير لقواعد الأعراف .. فأي سر ذلك المحاط بحجب من الأصداف ؟ .. والمقال تلو المقال عن سيرة تتداول بأعلى مراتب العفاف .. والقلوب تحدوها نوازل الرحمة لمعرفة نهايات المطاف .. والقصة عن ثمرة كالنجمة تتلألأ وقد حانت للقطاف .. ذلك العبق الذي فاح وانتشر والصاحب في متاهات الغياب ؟ .. وذلك الصيت الذي سبق الحقيقة رغم سياج المنع والحجاب .. كم تتوق الأنفس للغور في متاهات تلك الأسرار .. وكم تتمنى القلوب أن تعرف الملامح عن سيرة أهل تلك الديار .. وكم تؤرق الأفئدة شدة الصمت بجدل من ظلام يفقد الأنوار .. بفقد ذلك القبس من الأسرار التي تنام في كنف الأقدار .. فيا لهفة النفس في خاطرة تتمرد ثم تغادر عمق الأغوار .. حينها تشرق شمس الحقيقة بعد طول الغياب وتتجلى مباهج النهار .. قد مللنا من طول الانتظار وقد أبت تلك السحب أن تجود بالأمطار .. نقول غداّ سوف ينجلي الفجر بالأنوار .. ثم يأتي الغد وبعده الغد ولا جديد في ذلك المشوار .. فنمتطي أسوار الأمنيات بمخيبات الغد حتى شارفت نهايات الأعمار .. والمسار جدل أبدي يلتزم بالمدار مهما قويت ميلة الانحدار .. والأسباب قد وهنت رغم شدة الإصرار ورغم قوة الحوار .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش