بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

لقنـوها قبـل أن تتعمـق في لجـة الحيـاة !!

دعوا الرشيقة فإنها خجولة شفافة رقيقة .. قد تجرحها كلمات مزح وقد تعيقها فتلات حرير .. ولمسات النسمة قد تشكل عاصفة في عرفها تلك البريئة  .. وهي ابنة الأعوام فوق العشرة ..  نشأت في ظلال النعومة والراحة .. وتلك أحوال السعادة والهناء منذ أيام المهد والطفولة ..  حين كانت تتوسد الحرير وسادة وتنال القبلات سعادة .. نمت وترعرعت في كنف وجوه ضاحكة مبتسمة .. كنف أنفس نبيلة تبذل البشاشة واللطافة .. ونشأتها تلك العالية الراقية كانت في ظلال الفراديس بعيدة عن سواحل الهموم والأحزان والدموع ..  وطوال نشأتها لم تتعود التكشيرة من الوجوه .. كما  لم تتعود العبوس من العيون .. يافعة جاهلة قريرة تظن الدنيا خالية من الدموع ..  لا تتحمل نظرات العيون لها .. فهي تشتكي من حدة النظرات إذا تمعنت بتعجب .. تتوسم بسمة الطفولة والبراءة والعفة .. وتمثل الديباجة المزدانة باللطافة والروعة والبهجة ..  حيث خفة الروح وصفاء العيون ونقاء السريرة ونضارة الخدود .. إذا أطلت فجأةَ في ساحة العيون يسبقها عبق المسك والرياحين والياسمين .. لؤلؤة كانت تقبع في عمق الصدفة .. ثم غادرت كنف الأصداف لتوها ..  ولا تدري أن الأصداف كانت تقيها من الأشرار .. فهي صغيرة تجهل أن الدنيا من حولها تعج بالأهوال والأوجاع .. كما لم تسمع من قبل بقصص الذئاب والكلاب التي تترصد بالمرصاد .. جاهلة غريرة معذورة تجهل أن السواحل تسكنها الأوغاد .. وأسهل الصيد هو ذلك المتاح المباح الذي يرتع في مروج البراءة .. الموصوف بغفلة السذاجة والجهالة .. ذلك الصيد الذي يسرح ويمرح مطمئناَ ومن حوله تترصد أعين الوحوش والكلاب .. وهم أخطئوا عند النشأة حين أحاطوها بحسن النوايا وفطموها بطهر البراءة  .. كما أخطئوا حين أطلقوا قيدها دون تحذير من سطوة الأشرار .. ودون تسليح بسلاح الحيطة والحذر .. وقد أوهموها بأن الدنيا هي ساحة أمن وأمان .. وتلك فرية لا تقبل الجدل .. فالدنيا لم تكن أبداَ دار أمن وسلام بصحبة الإنسان  .. فهي تلك الحاشية التي تمثل الغابة المختلطة التي تكتظ بأصناف البشر .. تلك الأصناف التي تحتمل الصالح والطالح .. فالدنيا فيها الأوفياء وفيها الأنبياء وفيها الأوغاد وفيها الأشرار ..  وفيها المهرة الأذكياء الذين يصطادون الأغبياء .. والجاهل في هذه الدنيا من ينام مطمئناَ عند سواحل الشيطان مغمض العينين .. والعاقل من يمتطي فرس الحيطة والحذر .. يترقب الأحداث بحرص .. ينام بعين ويراقب بالعين الأخرى .. والحياة أثبتت بالتجارب أن الغفلة فيها قاتلة ..  وتلك موبقات السيرة التي تدور في الحياة عند إشراقه كل بوم جديد .. حين تتوهم الناس البراءة في الأمور .. ثم تكتشف أن المجريات لا تدور على ما يرام  .. فإذا بالأحداث والمجريات توجد الصور الكالحة .. وتفتك بالأسرار ..  وتأتي بالويلات والحسرات .. وتكذب تلك النوايا الطيبة .. ودائماَ وأبداَ هو ذلك الإنسان في كل العصور والأزمان حين يغدر على غفلة من الأعين .. وتلك الحقيقة القاسية جعلت من الإنسان أن لا يطمئن من بوائق الإنسان .. وهنا تلك الرشيقة اليافعة بدأت خطواتها في المشوار .. ويا ليتها علمت بأن الدروب معبدة  بالحفر والألغام .. وأن الحياة لا تخلو أبدا من سيرة الدموع والآلام .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 138 مشاهدة
نشرت فى 4 سبتمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,669