بسم الله الرحمن الرحيم
كيـف الإفـلات مـن شبـاك الصيـاد ؟؟
هي تلك اللمحة الطارئة التي فرضت أثراَ جامحاَ بالنداء .. وأصابت قلباَ كان يقبع في كنف الأنبياء .. ذلك الشيخ الوقور كان يحمل عفاف طفل يفقد الأذية والدهاء .. أعتاد وضوح الشمس ويجهلَ أن في الأرض مساء .. يمشي مطمئناَ فوق بساط التقوى ويتقي بالعفة كيد الشيطان والسفهاء .. يلبس عباءة الصالحين دون شائبة تنم عن نفاق أو ريـاء .. وسجية نفسه فاضلة محتشمة تساير الحياة برسالة التواضع والحياء .. دمث الأخلاق عفيف الصيت صافي السيرة كماء الغدير يخلو من عوالق الأوحال والوباء .. ثم كان ذات يوم حين تعلق قلبه بشباك صائد يصطاد في الخفاء .. ارتجفت أوصاله حين أطلت من خلف الستار ظبية تبهر العيون بزينة الأضواء .. وذاك ستار قد أزيل فجأة في غفلة الأعين والرقباء .. فأصابت اللوحة قلباَ طاهراَ يجهل نوازل الأنواء .. تنبهت واستدركت أنها تتواجد في ساحة عين دون حواجب وغطاء .. فعاجلت بإسدال الستار وأطفأت مشاعل الإغواء .. فتلك هفوة غير مقصودة أصابت قلباَ بدأ َيجاهر بالبكاء .. تراجعت بوجل ثم بكت على سيرة تلطخت بغبار الإشهار .. ولكن ماذا يفيد الأسف وقد أشعلت في قلب زاهد زناد الشرار .. يعاتب نفسه ويلومها على نظرة تطاولت الحد وتطاولت سياج الوقار .. فقيل له كيف تلوم نفسك وتلك ثمرة أسقطتها مشيئة الأقدار .. عثرة من عثرات الصدف تستوجب التدارك بالتوبة والاستغفار .. فهي لم تكن واقعة تحت كيد وحيلة مسبوقة بحبائل الإصرار .. كما لم تكن صورة محبوكة مقصودة محاطة بنوايا الأشرار .. ولكنها نازلة من نوازل الصدف كنوازل السحب بالأمطار .. وتلك هبة من هبات الغيث تعطر السهول والوديان كما تعطر مجاهل الأغوار .. قال ويحي من نفس اشتعلت بنار الجوى وبدأت تنادي بالحوار .. أصيبت بسهام الغرام والهيام وتناست شيمة الأبرار .. تريد الانطلاق في دروب الهوى وتريد اللقاء بصاحبة الستار .. فكيف الإفلات من قيود الجوى التي أكبلت القلب بحبائل الأسرار ؟ .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش