بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

حـروب الدهـــاء والذكـــاء    ؟!!

نوع من الأشخاص .. هو في حد ذاته يتميز بدرجة عالية من الذكاء  ..  ثم يجيد التحايل بمظاهر الأغبياء  .. وتلك التلميحة منه تعد من أسلحة اصطياد الضعفاء ..  يتداعى تواضعاَ بدرجة عنيفة وهو يظهر أعراض الجهل والجهلاء ..  حتى يكسب ظنون الناس بأنه سهل المنال وسهل الاصطياد .. فتنام الأعين عنه دون وجل من ثعلب ماكر يخطط بدهاء .. وفي النهاية يحدث العجب حين يكسب الجولة ويكون هو ذلك الصياد الماهر الذي في قبضته غنيمة الأغنياء الذين هم  بعقول الأغبياء .. ومعارك العقول والأذكياء شيقة جاذبة  ..  ولكنها خطرة على أهل العقول المتواضعة من البسطاء .. وهنالك نسبة عالية جداَ من العقول العادية في البشر تلك التي تتوهم الذكاء في مقدراتها .. وهي في الحقيقة مخدوعة تلبس نوعاَ من الثقة الزائفة العمياء .. لا تملك عدة المهارة ولا تملك عدة المراوغة كما لا تملك عدة الإقرار بالتواضع والانحناء ..  فتتعالى في الفراغ دون أثر يعني التواجد وتنتفخ كالبالونة الممتلئة بالهـواء .. وهي في الحقيقة تشكل صورة وهمية لجدل يفقد الجدوى عند الاستجداء .. والبعض من الناس يدعي ويتفاخر بأنه ذلك العبقري صاحب التفكير الفذ والعقل الكبير الذي يستطيع أن يبيع الغريم المنافس عند أطراف السوق .. ولكنه في النهاية يتفاجأ حين يجد نفسه مباعة ومرهونة من ذلك الغريم الذكي الذي تمكن من أن يبيعه للآخرين قبل أن يصل لحافة السوق  !! .. وحتى هؤلاء الأذكياء من أبناء حواء يتفاوتون كثيراَ في درجات المكر والدهاء .. والمقدرة الذهنية العالية هي هبة من الله سبحانه وتعالى .. ليست متاحة للأغلبية الساحقة من أبناء البشر .. ومساحات الموهبة في البشر عادة تختص بالأقليات دون الأكثرية .. فالأقليات من فئات البشر تكون لديها موهبة في جانب من جوانب الإبداع الفكري والذهني والأدبي والفني  .. ويجري الحال كذلك عند الحديث عن موهبة الذكاء والأذكياء .. فليست الناس على قدر متساوي في أمور الدهاء والشطارة .. ولكن كما أسلفنا فإن الخطورة الجسيمة تكمن في تلك الأغلبية الساحقة من البشر التي تظن الفطنة والذكاء والمقدرات العقلية العالية في ذاتها .. وهي أبعد ما تكون عن تلك الحقيقة .. وذلك الظن كم أوقع الناس في المهالك .. ومن طرائف الأساطير يقال أن حماراَ شاهد أسدا يهرب بعيداَ عنه ..  فجال في خاطره بأن الأسد إنما يهرب خوفاَ منه .. فادعى الذكاء وأراد أن يستخدم مهارة الذكاء في مطاردة الأسد  ..  والهدف من ذلك أن ينتقم من سيرة الماضي وتلقين الأسد درساَ لا ينسى في حلبات الركض والخوف .. والحمار قد عانى من ذلك كثيراَ في الماضي ..  ولكن الأسد ألتفت فجأةَ ليشاهد وليمة تلاحقه  ..  فما كان منه إلا أن هاجم الصيد المتاح وتناول الوليمة ولسان حاله يقول : وجبة دسمة لوليمة غبية طامعة .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 262 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,457