بسم الله الرحمن الرحيم
لقطـات مـن هنــا وهنــاك !.!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعـوا الكلاب في نباحهـا !.!
إحكام الغطاء هراء إذا كنت تفقد القاع .. والاجتهاد بالتداوي عبث إذا كان الجسم يفقد الرأس .. والخطبة العصماء مضيعة في أهل القبـور .. والأكل في المنام لا يغني عن الطعام .. والضرب في الميت لا يجلب الآلام ولكنه حرام .. والأحمق من يتعشم في ماء السراب .. وكثرة الكلام لا تفيض حداَ وتملأ الآذان .. ولا ينتهي بالثرثرة مخزون اللسان .. والإنسان هو ذلك الإنسان .. أبداًَ فيـه إنسان وإنسان .. هناك من يجاري الحق وهناك من يجاري البطلان .. وفي مسار الحق هناك من يجاري بالإذعان وهناك من يجاري بالنكران .. وحتى إذا جاء الحق من السماء من رب العرش العظيم بقـدوة الرسل والأنبياء فهناك من يقف مع الحق بالإيمان .. وهناك من يعاند ويقاتل بجانب الشيطان .. وكان الإنسان أكثر شي جدلاَ .. ذلك النوع من الإنسان الذي يسقط بحرف واحد من الكلام .. زعم أحدهم أن الدين في المساجد فقط وليس في كراسي الأحكام .. فهو ذلك المسقوط بحرفه في الدنيا بين الأنام .. ويوم القيامة هو ذلك المغيب عن رحمة الرحمن .. قراره في جهنم وبئس القرار .. والدين منهج مكمل يلزم في كل المسارات .. القرارات والعبادات والوزارات والمعاملات ثم القيادات .. وذاك قزم من يتجرأ على الله ويريد أن يحصر الدين فقط في العبادات .. لأنه جاهل في منبعه وجاهل في أفكاره وبعيد عن جادة الصواب . زبد من الهوامش الهزيلة تواجد قديماَ وحديثاَ .. هم كانوا يتواجدون في أوقات الرسالات السماوية مع تواجد الرسل ولم ينالهم الصواب .. بل دائماَ كانوا يمثلون الحثالة الهالكة والعياذ بالله .. ويتواجدون الآن بكثرة .. وتواجدهم في الماضي لم يحجب في لحظة من اللحظات نور الحق .. ولن يحجب الآن نور الحق .. فهي تلك الكلاب التي تعودنا نباحها .. وكثرة النباح لم يحسن يوماَ صورة الكلاب .. ولن يزيل يوماَ نجاسة الكلاب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شـتان بيـن صابـر وصابـر !
قال أراك أنت للصبر أهل .. وتملك زمام العزيمة في كبح جماح النفس .. تجبرها لتسكت حين تريـد .. فترضخ لحكمك رغم المعاناة .. ولديك القوة في حمل الأثقال دون الشكوى .. ثم لديك المقدرة على السكوت رغم الظلم والجور .. قال يا هذا لقد مدحتني فوق حقيقتي وأنت تجهل أمري .. وقلت عني ما ليس فـي ذاتـي .. وما صبري إلا صبر عاجز مستسلم لا يملك الحيلة .. فأنا مجبر على الصبر لأني مفلس لا أملك غير الصبر مـن العـدة .. فلو كنت املك سعـة المنـال بالجهـد ما سـكت .. وما حملت الأحمال طوعاَ ولكني حملتها قسراَ .. وما سكت على الظلم صبراَ .. إنما سكت على الظلم ضعـفاَ .. فلو كنت أقدر على الظالم لانتزعت منه حقـي عنـوةَ وجبـراَ .. فالحال يلزمني لكي أصادق الصبـر غصـباَ .. فهناك فـي الناس من يلزم الحال بالصبر .. وهنـاك في الناس من يلزمـه الصبـر بالحـال .. فليس كل من يصبر هو ذلك القادر المحتسب المتفاني .. فهناك صابر قادر ثم يحتمي بالصبر .. وهناك صابر عاجز لا يملك الحيلة ثم يكتوي بالصبر .. .. وشتـان بين هـذا وذاك !! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفلسفـة المضطـربة !
متى ما تواجدت الشمس فهناك شرق .. ومتى ما غابت الشمس فهناك غرب .. إشارة توحي ببداية مولد ونهاية موعد .. تولد الشمس في المشرق لتموت في المغرب .. فالشرق يمثل الرحم الذي منه الحياة .. والغرب يمثل المصب الذي تموت عنده الأنهار .. والحياة ولادة تبدأ بالبزوغ كالشمس عند المشارق .. ثم تدور خطواتها لتموت كالشمس بالغياب عن المغارب .. وجديد الإنسان تبدأ بالآمال التي تعنى الإشراقة .. والإشراقة مشتقة من ذلك الشرق .. وقديم الإنسان ينتهي بمصير السفر والغياب والاغتراب بالنهايات .. والاغتراب مشتق من الغـرب .. وبوصلة الفأل انشراح عندما تـلوح الشمس بخيوط أضواءها عند البزوغ .. وبوصلة التشاؤم تلوح بالكدر وتعكير الأمزجة عندما تفقد الشمس إكليلها الزاهي لتختفي بعد الغروب .. فإذن علامة النهار تمثل علامة الحياة .. وهي الأضواء والأنوار ونواتها البياض .. وعلامة الليل تمثل علامة الآخرة .. وهي الرحيل لكنف المجهول ونواتها السواد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستماتة من أجـل الفـراغ !!
ضيق السعة في التفكير يوجد نوعاَ من البشر لا يطاق .. ذلك النوع من الإنسان الذي يفقد الكثير من عدة التفكير .. ويملك ساحة ضيقة جداَ من المعلومات .. يتوقف عند حد من الإدراك ثم يظن في نفسه أنه قـد نال الكمال في المعرفة .. ثم يتقوقع في دائرة معلوماته تلك الباهتة الباطلة ويعض عليها بالنواجذ بشـدة .. مثال يتوفر كثيراَ في أوساط البشر .. والسمة السائدة في هؤلاء أنهم في الغالب الأعم يسلكون مسالك التطرف القاتل .. يستميتون في التمسك بمعتقدات ونظريات وأفكار هي كلها خاطئة وباطلة بطلاناَ كبيراَ .. ولا يدركون أن تلك النظريات والمعتقدات والأفكار هي من اجتهادات البشر التي قد تخطأ وقد تصيب .. وهنا تظهر العلامات التي تفرق بين العالم الحقيقي وبين الجاهل الذي يدعي العلم والمعرفة .. فالعالم الحقيقي كلما ينال من العلم يجد أمامه المزيد من بحار المعرفة التي ليست لها سواحل تحـد .. فيدرك جيداَ أن المحصلة الآنية من العلوم والأفكار والنظريات لا تمثل نهاية حائط السد في أي مسار من مسارات المعرفة .. بل هناك امتدادات وامتدادات .. فإذن لا يمكن بأي حال من الأحوال التوقف والركون عند زاوية ثم الاستماتة عندها بشدة .. فذلك من أكثر النواحي غباءَ في تفكير بعض الناس .. ويشكل أكبر مثال يشـوه الفكر الإنساني .. ولا يلجأ إليه من يملك العقل الكبير .. فذلك الجاهل صاحب المساحة الضيقة في التفكير هو يخطف القليل من ثمرات معرفة تتواجد خارج حائط بستان دون أن يأخذ كامل الشجرة التي تتواجد جذورها داخل البستان !! .. ثم يتمسك بتلك الشذرات ويستميت في غباء حتى نهاية العمر .. ذلك النوع من البشر هو متطرف ضار لنفسه وضار لمجتمعه وضار للإنسان وللإنسانية .. والأعجب أنه ضار لمعتقداته أيضاَ فهو يشـوه الصورة التي يحاول أن يجملها دون أن يدرك تلك الحقيقة !! .. فأمثال هؤلاء الناس عدمهم خير مليون مرة من تواجدهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمهـل يـا هـذا !.!!
أيها اليافع فوق فرس النماء .. لديك الحواس ما زالت سليمة بالفطرة .. وتظن الأمور بتلك القوة في الصواب .. وتظن الحياة وتيرة سهلة الاجتياز .. والكبار كانوا في يوم من الأيام فوق ذلك السرج .. وكانوا أيضاَ يملكون ذات الاعتقاد يقيناَ .. ثم كشفت لهم التجارب في مسار الواقع أكذوبة ذلك الاعتقاد .. والإنسان ليس هو ذلك الإنسان بوتيرة ثابتة القياس .. فالناس معادن تتفاوت في الصفات .. فيهم ذلك الخير وفيهم ذلك النيـر .. وفيهم ذلك الأفعى وفيهم ذلك الأبهى .. وفيهم ذلك الغدار وفيهم ذلك النوار .. وفيهم ذلك المجافي وفيهم ذلك المصافي .. وفيهم ذلك الكريم وفيهم ذلك اللئيم .. وفيهم ذلك المنافق الكذاب وفيهم ذلك الصادق الذي يتحرى الصواب .. فلا تخدعك المظاهر والأقنعة .. وإياك أن تضع الثقة في أي إنسان لمجرد أنه إنسان .. فقد يكون في الهيئة إنسان ولكنه في الحقيقة شيطان .. ولا تصدق كل حرف يقال فما أكثر الحروف المطروحة في الأسواق للاستهلاك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصفحة النقيـة البيضـاء !.!
الطفل يعيش اللحظات فقط ولا يرحل المؤثرات إلى أضابير الذاكرة والإضمار .. وكل الأحداث لديه تنتهي بانتهاء لحظة الحدث .. فهو لا يملك مخططات الغدر لأنه لا يزال يفقد تلك العـدة .. ومستودعاته خالية من محتويات الأضغان والأحقاد .. كما أنه لا يخطط ليوجد مساراَ يكفل له نوعاَ من الانتقام الكبير .. ولا يملك بالفطرة نوايا السوء التي توازي ما للكبار .. والأعظم في الأمر أن الأطفال يزيلون المؤثرات أولاَ بأول بالتناسي السريع .. وتلك حكمة عالية جداًَ في فطرة الإنسان الأولية .. وهي التي تكسب الأطفال حالة البراءة العجيبة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال إيـاك أن تحـدث بذلك !.!!
يدعي البعض بأنه صاحب سـر ..
ثم يعطي سره لكل من يقابل في الجهـر ..
ثم يقول ذاك السر بيني وبينك فأتقي النشر ..
هو ينشر السر بين الناس ثم يطالب بالستر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستجداء بالصمــت !.!!
لا تكتم الإحساس في الأعماق وتخفي مواضع الـداء ..
فكيف للطبيب أن يفحص الداء وأنت تخفي عنه أسرار العنـاء ..
فإذا جاء بالدواء ولم يكن الشفاء كان منك اللوم والعداء ..
وأنت الفاعل في نفسك وغيرك ينال سوء الجـزاء ..
فلما تتقي العثرات بالكتمان والاستحياء ..
والظن منـك أن الأيام كفيلة بتوفير الغطاء ..
والأيام تمهل حتى يكون البوح منك وطلب الشفاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهجـاء الذي فقـد المفعـول !
قـال مقتديا ببيت المتـنبي :
إذا أتتك مـذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل .
فرد عليه الآخر :
الإقرار منه لنا بالوجود مع النقص ..
والإقرار منا له بالوجود مع العدم ..
هو في المقام كالجيفة والجيفة كالعدم ..
فموجود بعيوب ومحاسن ..
خير من معدوم يتفاخر بالنتانة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمجـرد الإظهـار !
قـال :
أراك تنشر الخشبةَ بالحافة التي تخلو من الأسنان ..
فلو كنت جاداَ فتلك أسنان المنشار ..
إنمـا ذاك طحـن منـك لمجرد الإظهـار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توافـه الأمــور !
قـال :
ماذا لديك من جديـد يـا ابن رضــاب ..
فنحن نعـلم أن ذيل البقـرة لطرد الذباب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علامـات الإكرام في الوجوه !!
قـال :
أجد في حلقي ماء الغـدير كالحنظل مع التكشير ..
وأجد في حلقي ماء البحار كالعسل مع التبشير ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القائمـة الكاذبـة !!
ليس كل من يتواجد اسمـه في قائمة الشرف هـو ذلك الشريف !! ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للنفوس أسرارها !!
الواجهة قد تكـون أنقـى من نـدى الثـلج ..
والخلفية قد تكـون أوسخ من مدخنـة البـرج ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤن تؤخـذ من المستودعات !!
من يحسن القول ويحسن الأفعال مستودعاته مـن الإرث عالية وخاليـة من الشوائب ..
ومن يحسن الفجور وسوء الأفعال مستودعاته من الإرث منحطة تشوبها المعايب ..
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش