بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أيــن الكبــار  ؟؟!

أبعدني من القائمة فإني مللت السيرة .. معية لا تجلب إلا مهبات القواسي من الرياح .. فكأن الأقدار غربلت السحب لتبعد عنها معالم الأمطار والسعادة وتسقط منها بذور الهم والغم  .. وكل يوم تنبت بذرة لتوجد شجرة خبيثة من الويلات ..  ثمارها الدموع .. وأوراقها الجروح .. وأفرعها تلك الخناجر التي تشاكك الأعماق  .. أشجار تفقد الظل حتى لا يجد عابر سبيل تحتها قسطاً من الراحة أو الهناء .. نفوس تشتكي من سوء المآل .. والصورة كالحة لكوكب حافي القدمين يدور في مدار حول الجحيم .. غربلة طويت وأبعدت بساط السعادة من الأرض ..  وأسقطت في الدروب حمم الأنات والآهات .. وتركت الناس في حيرة تتلقى الأنباء من كل الأرجاء  ..  مظاهر ظالمة حيث الحواس لا ترى أية ملامح أو علامات لمحاسن الحياة  .. فالعين لا ترى ما تسر الخواطر .. والآذن لا تسمع ما تجلب السرور أو تطرب الأفئدة من حروف أو أنباء أو مقال .. وتلك هي الواردات من فواصل الويلات من كل الأرجاء .. والديار في معظمها تبكي أحوالها القاسية .. ثم تبكي الماضي حيث تلك الذكريات العظيمة حين كانت سيرة التاريخ ..  واليوم السيرة مغايرة كلياً ولا تشبه السيرة .. والأحوال لا تشبه الأحوال .. والرجال لا تشبه الرجال .. والأنفس تفقد البوصلة وتفقد القيادة وتفقد الهمم وتفقد معالم الحكم .. والناظر في كل الجهات من الروابي والمنحنيات والزوايا والكراسي لا يرى إلا الصغار .. هيمنة لأصحاب شأن بعقول أطفال الرياض  .. انجازاتها جدل من التوافه التي لا تليق بتحديات العصر .. ولا تليق إلا بتلك البذور التي ما زالت في بدايات المشوار .. وكلما يبالغ أحد ويجتهد بالإنصات ليسمع صوتاً واحداً حكيماً عالياً مشرفاً قادماَ من جهة من الجهات إلا وكانت تلك الصيحات .. والكل يشتكي بأنه يعايش الظلام ويفتقد ذلك الرمز العالي في المقام .. ذلك الرمز الهام الذي يماثل البدر في الظلام .. وتلك أمم الإسلام تعاني اليوم الشتات والحروب والتناحر .. ولا تلوح في الآفاق بوادر الخلاص والسلام .. والتساؤلات قائمة في الأعماق .. إلى متى تلك الأحوال والأمور ؟؟ .. وهل خليت الساحات من ذلك الكبير الذي يملك العقل والحكمة ؟؟ ..  وهل نسيت حواء أن تنجب النجباء والفطناء ؟؟ .. وإن أفادت بأنها أنجبت فعلاَ فلماذا تشتكي تلك الساحات ؟؟ .. وقد يكون السبب في ذلك أن ساحات العصر لا تعطي المجال للحكماء والعقلاء .. إنما هي سخية فقط لتكون المطية للمتسلقين الضعفاء .. وبالتالي فقد هزئت المقامات حين ضعفت الزعامات والقيادات  .. وحين كثرت الأتباع بالسمع والطاعات .. تنازلت الفئات ذات يوم عن حقوقها .. وتهاونت حتى تمكنت  الذئاب من تسلق الرقاب .. والمحصلة أصبحت مؤلمة حيث لا تأتي الويلات من تحت الأقدام فقط إنما أيضاً تلك النوازل التي تسقط من قمم الهلاك .. وتلك صور من أقسـى أنواع الشقاء حيث الضربات المؤلمة الموجعة القاسية التي تقع فوق أظهر تفقد الغطاء .. والحكماء يقولون أن الأحوال لها مواسم جدب ولها مواسم فيض .. ولكن بالتأكيد نحن في موسم أحوال من أقسى وأوجع المواسم التي مرت بالأمة وبالبشرية  .. وأن الأمة الإسلامية اليوم تواجه نوعاً من التحدي العاتي الذي يحتاج لذلك الند العالي في العقل والمعيار .. ذلك المفكر القدير المحنك الواعي المخطط  .. وأن المتواجدين حالياً في الساحات هم ليسوا بتلك المهارات العالية .. وليسوا بتلك القوة التي تشرف أو تنقذ الأمة من محنتها .. وليسوا بذلك القدر التي يمكن الأمة من الانتصار على الأعداء في الداخل والخارج .. والعبور بها إلى بر الأمان والسلام  .. وذلك قدر مكتوب علينا يواكب موسماَ فيه الكثير من المحن والابتلاءات .. فنسأل الله العلي القدير أن يمكن الأمة من اجتياز تلك المصائب والبلايا بسلام .. دون أن نضعف أو نفقد العزيمة في مناصرة العقيدة  ..   وأن لا يصيبنا الوهن والضعف في العقيدة والتوحيد  .. وأن يولي بلاد المسلمين من هو الأقدر والأصلح في مؤازرة الإسلام والمسلمين . 

ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,197