جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
هـل ينتهي أمـري حيـن أكشـف ســري ؟!!
أصبح الحلم ذلك الصدى المستحيل .. عطش لا يحتمل بادرة مزن أو لمحة إحسان .. ومواسم جدب لا تفي بالحصاد .. وتلك الجبال تحد المنافذ والأبواب .. وقاتلي في العمق يترصد بالمرصاد .. يعصر قلبي ليأخذ منه خلاصة الشراب .. فأنزوي داخل كبدي لعلي ذلك المعصوم من العذاب .. ولكني أنازع مرجلاَ في داخلي يغلي كباطن البركان .. ماذا جنيت ليقتلني ذلك الإنسان ؟.. أكتم سري وأواري دمعي لعلي أحجب البرهان .. ثم أقتل نفسي كمداً حين أتعمد الكتمان .. ولا يعلم قسوة حالي إلا من أوجد وخلق ذلك الوجدان .. ظاهري ذلك المعصوم الذي يتصفح نعمة الكتاب .. وباطني لو قال يوماَ لطارت الحكمة من أولي الألباب .. سلكت طريقاَ كنت أجهل أنه يهلك الرقاب .. وطمعت في كأس شرابها مـاء السراب .. وتعديت حداَ كم نالني منه الحزن والعذاب .. وما علمت يوماً أن الويلات سوف تلازم قلبي ذلك التائب الأواب .. وجرحت نفسي بنفسي دون أن أدري عواقب الحساب .. فيا لائمي توقف فإني سبقتك في لوم قلبي والعتاب .. ولومك لا يزيد قلبي إلا جرحاَ وعمقاً فوق جرحي دون أسباب .. فلما تقتل مقتولاَ أصبح ذلك المنسي خلف الحجاب ؟.. وكانت السيرة من قبل عند حافة الحمم حين اختفت معالم الذكريات .. يوم أن زهت خـد منير بروعة الأزهار .. وحين تجلت عيون ببراءة الأنهار .. وأنارت طلعة تتحدى صفاء الأقمار .. ورقت واستقامت رموش كأشعة المنار .. وتدفق شعر نحو الأرض يتراقص ويدعي الانهيار .. فمال قلبي نحو المحاسن والجمال .. حينها كنت اجهل أنني أجتاز المستحيل نحو براثن الأبطال .. وما أفاقني إلا قول حدك يا من تعديت المحال .. فرجعت خطواتي لعلمي بأن الوقار من شيم الرجال .. واكتفيت بحد يلزم الصمت دون الركض في الأوحال .. فهل أبوح بسري لعل البوح يذهب عني القليل من الحزن بسيرة المقال .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش