بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 
خسـر الخاسرون وربح الرابحـون  !!

أغلبية الأمم تعيش العمر في هوامش الغفلة والضياع ثم تغادر للآخرة .. والسمة السائدة في هؤلاء البشر تتمثل في ذلك الإنسان الذي يفقد بوصلة الهداية  ..  ولا يثمر العمر في المسار والنهج الرباني السليم ..  ومثل ذلك الإنسان هو أكثر الناس غفلة على وجه الأرض  ..  وهو ذلك الإنسان الذي يولد ثم يوجد في الحياة ليقضي جل عمره في هوى النفس والضلال ..  ثم يموت ليغادر الدنيا دون أن يعرف لله شأناَ ( والعياذ بالله ) .. هو مخلوق يفقد أدنى درجات العقل والتفكير والحكمة .. فالجن والإنس لم يخلقوا إلا لغاية العبادة لله الخالق البارئ  .. ولكن تلك الحقيقة تغيب عن الكثير من أمم الأرض التي تثقل الأرض بفسادها  .. إلا من هدى الله ..  هؤلاء البشر الفرد منهم يضيع الحياة سداَ في اللهو والضلال والعبث والمناكفات وتحديات الآخرين .. ثم في الموبقات والمفاسد والانحلال ..  والظن منه أنه متواجد في هذه الأرض مصادفةَ دون هدف .. فهو ذلك العابث المستهتر الذي يجتهد في انتهاز فرص الحياة ومجاراتها بأية كيفية ..  وكسب الدنيا حلالاَ أو حراماَ .. ومنازعة الآخرين للفوز عليهم في كل الدروب والمنحيات ومسالك الحياة ..  دون أن يفكر لحظة واحدة في ذاته .. ودون أن يسأل نفسه ما هو الهدف الأساسي من خلقه وإيجاده في هذا الكون ؟؟ ..  وما هي الرسالة المطلوبة منه في حياة حيث فيها الابتلاء والامتحان .. ولا يأتي العجب في أمم حقت عليهم الضلال والكفر والتيه .. ولكن يأتي العجب في أناس تنادي بأنها مسلمة ومؤمنة بالله حقاً .. ومؤمنة برسالة أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. ومع ذلك نراها تأخذ نفس مسارات الضالين والمهلكين في حياتها .. حيث حياة التيه والغفلة وإنكار العقيدة جهاراَ وترك عبادة الله .. ثم تجتهد لنزعات الدنيا ومغرياتها ومكتسباتها .. بل أكثر من ذلك فإنها تعاند العقيدة وتتفادى طريق الحق لتدخل في زمرة الضالين المحاربين لله ورسوله جهارا وبياناَ .. تلك الفئات التي تفلت من الأصلاب المسلمة لتطعن العقيدة من الخلف غدراَ ..   وتصر على ملاحقة حلقات التيه والضلال والفساد والمناكفات مثل الآخرين من أمم الضلال !! ؟؟..  هؤلاء النفر الذين يظهرون جدلاَ بأنهم في زمرة المنتمين لدين الحق ثم يجادلون الحق ويحاربونه ليلاَ ونهاراَ .. فهم أكثر الخلق غفلة في هذه الدنيا .. وأكثر الخلق مهلكة يوم القيامة .. وهم يخسرون الأنفس في غباء فائق لينالوا فوزاَ مؤقتاَ في الدنيا ليرقصوا بعده  .. ولا يدركون بأنهم يرقصون على خيبة ومهلكة ..  والذي يحاربهم ويعارضهم لإرساء كلمة الحق فهو مجرد مجتهد يناصر الحق .. فإن أصاب وفاز فهو المنصور بإذن الله وإن أخفق فله أجر الاجتهاد .. أما ذلك المتوهم الغافل الذي يحارب الله ليلاَ ونهاراَ ليسجل فوزاَ على الآخرين فإن الآخرين لا يخسرون شيئاَ بل يكسبون الثواب لمجرد مناصرة الحق .. فلهم الثواب الكثير في حالة الفوز أو الإخفاق ..  فأين عقول تلك الفئات الضالة التي نسيت حسابات الآخرة لتتكاتف وتتعاضد وتبذل المليارات في محاربة الله ورسوله ؟؟ .. وسوف ينفقونها لتكون عليهم حسرة وندامة يوم القيامة .. فأي إنسان عاقل لبيب يملك الحكمة يحارب الله ورسوله من أجل مكاسب الدنيا ؟ ..  ثم ينسى الآخرة ويجد في مكتسبات الضلال ليكون من أهل النار ؟؟! ..  ثم يخرج من الدنيا بغضب من الله وسخطه ؟؟ .. وعلى ذلك تجري المقادير .. فليعمل كل على شاكلته فللأمر بدايات ونهايات  .. وتلك الأقلام تسجل كل صغيرة وكبيرة لتكون الحسابات في يوم لا تنفع فيه المساجلات ولا المهاترات ولا المكايدات ولا المؤامرات  .. والمقادير هناك إما أوزان ترجح كفة لتوجب النار وإما أوزان ترجح كفة لتكسب الجنان .. ويفلج الحق يومئذ بياناَ وعياناَ حيث يخسر الخاسرون ويربح الرابحون .. فيا أيها الإنسان لا تغرك  لحظة انتصار في الدنيا وأنت تحارب الله ورسوله .. فتلك لحظة هي لسخط الله أقرب ولجهنم أوجب . 

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 13 فبراير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,687