بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم
افتــــراءات تتنـــاولها الألســــن   !!

لمن توجه الكلام يا من تجيد الثرثرة  ؟؟ .. فالذي يسمعك الآن قد يكون هو الذي قد قال ذاك المقال ..  فلا تحكي القصة لمؤلف القصة ..  فهو أدرى بالأسرار   .. وكل حرف بالزيادة محسوب عليك بالفرية والابتذال .. فأنت تزيد كما تريد فوق ما تقوله ألسن الآخرين  .. فإذا قيل جاء المولود يبتسم عند الولادة بغير عادة المواليد بالبكاء .. تجري السيرة بغير منوال الحقيقة .. لتداولها الناس بالزيادة والنقصان عند كل زاوية وعند كل انحناء  .. يقول الأول جاء المولود يبتسم .. فيزيد الثاني في القول ليقول جاء المولود وكان يبتسم ويضحك .. ويزيد الثالث ليقول كان يبتسم ويضحك ويتكلم ..  ويزيد الرابع ليقول كان يبتسم ويضحك ويتكلم ويلبس العباءة والعمامة .. ويزيد الخامس ليقول كان يبتسم ويضحك ويتكلم ويلبس ثم يمسك عصا موسى في يده .. ويزيد السادس ليقول كان يبتسم ويضحك ويتكلم ويلبس ثم يدعي بأنه من الصالحين ..  ويزيد السابع ليقول كان يبتسم ويضحك ويتكلم ثم يدعي بأنه المهدي المنتظر .. ويزيد الثامن ليقول كان يبتسم ويضحك ويتكلم ويلبس ثم يدعي النبوة .. وهكذا نرى الصورة تتعاظم كذبا ونفاقاَ  .. وكل خطوة في مسار السيرة  تأخذ المزيد من حروف الفرية .. والناس في المجتمعات تعودت تهويل الحدث بالمزيد من المثيرات .. فهي تزيد حرفاَ  فوق الحقيقة المزيفة ليرحلها للآخرين .. وهكذا نرى في نهاية المطاف نقطة الجدل التي كانت لا ترى إلا تحت المجهر قد تحولت في نهاية مسار الألسن لتكون بأحجام البحيرات ثم الأنهار ثم البحار ثم المحيطات ..  وبسمة باهتة في غير موسمها لطفل مولود قد تتحول إلى قضية تلوكها الألسن بالمزيد من الافتراءات  .. ولا تكتفي الألسن بالتداول المشوب بالفرية ولكنها في مراحل تدخل في سلوكيات منافية لمحاسن الأخلاق والمصداقية لتقرن روايتها بالقسم بالله كذباَ  .. حتى تؤكد للناس صدق أقوالها  ..  وتلك درجة عظيمة من درجات المهالك .. والحكيم يسأل نفسه ما الذي يجبر الناس على أن تلف بيدها حبال جهنم حول الرقاب  !!؟؟ .. وهي لو تمعنت وتعقلت لتيقنت بأنها ليست مجبورة على ذلك !! .. فلماذا يجري في الناس حب الخوض في مهلكات الألسن .. تلك المهلكات التي تورد أهلها النار .. والصدق إذا لزم لا يكون إلا بالحقيقة المطلقة دون زيادة أو نقصان حيث الحرف بالحرف .. وحتى ذلك الصدق المقرون بالحقائق لا يجوز تداوله إذا كان تداوله يسبب الأذى للآخرين .. أو يتسبب في نشر عيوب سترها الله على الناس ..  أو يكون دافعاَ في إشعال الفتنة والاقتتال بين الناس .. واللسان ما يأتي بحرف إلا وكان عنه مسئولاَ .. والحروف التي تغادر ساحة اللسان قد تجلب الويلات على من يطلقها دون حساب .. والويلات قد تكون هنا في الدنيا حيث ردود الفعل ممن أصابتهم تلك الحروف بالتجريح .. والويلات الأشد هناك في الآخرة حيث المخزون في سجلات الرقيب العتيد .. واللبيب الفطن هو من يشحن تلك السجلات بالتسبيح والتكبير والتهليل وذكر الله .  

ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 106 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,259