بسم الله الرحمن الرحيم
يـا ليـلة الفـرح في مـروج التأمـل ؟!!
سافرت أمسك بنان الليل فـي رحـلة الأنس والإبهار
في أمسية قبابها منابر النور وقد تجردت من الأنوار
تعالـت فيها لحظات صمت تنادي بالتمسك والإصرار
صمت تقديس يمنـع الهمس َويمنع التلاقي بالإشهار
وأنفاس مسك تفوح عبقاَ عند العناق فيا نعمة الأعطار
مسك يعانق القلب روعةَ ليبقى مدى الأزمان والأعمار
وتلك نسمة تداعب الليل وقـد رقت من قسوة المعيار
لامست خصلة الشعر فتراقصت كأنها تنتشي بالإسكار
أيها المجنون صبراَ فلا تعجل لحظات الهنـاء بالإكثار
فرب رشفة تلو رشفة خير من جرعة من فوهة النار
وتلك معابد الرهبان تنوء بالتأمل قبـل البدء بالأذكار
يلاحقون الصمت بعد الصمت ويلاحقون الليل بالنهار
ورب نظرة تأمـل في طولها خير من سرعة الإبصار
متعجل متلهف ينال الحد شفقةَ وصابر يتنعم بالانتظار
وديمومة حال في جنة خير من خطف نعمة ثم الفرار
تلاحقت مناسك الليل صمتاَ دون حرف يلمح بالأسرار
ولو قالت الألسن ما زادت في التأمل إلا ربـع مقدار
والعاقل هو من يهجـر القول ثم يكتفي بنعمة الإبهار
فتلك ليلة تقـدس الصمت وتنفـر من سطوة الثرثار
ولحظات التأمل قمـة لا يستحقها إلا قمر من الأقمار
ينال المقام إذا تعالى وفـي محرابه الصمت بالقنطار
ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش