بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

البحــوث العلميـة والباحثــون  !!

يا من تمضي الشهور والأيام في متاهات البحث  .. لا توجد الموجود لتثقل الأرفف بالمزيد من الموجود .. ولكن أجعل الموجود سلماَ لترقي فوقه لتأتي بثمار أعلى من الموجود .. فإذا أنت اكتفيت فقط بالموجود ليكون ثمارك للآخرين  فذلك ثمار مبذول من قبل بجهد الآخرين .. وما كانت تحتاج منك تلك الأوقات التي تضيع في تكرار نفس المشوار ..  المئات والمئات من البحوث العلمية تكون نسخة متطابقة ومتكررة في جوهرها ومراجعها دون إضافات تفيد بالمعنى .. ومن السخرية أن تكون الاختلافات فقط هي في عناوين الباحثين والكتاب  ..  وكأن العقل الإنساني قد تعطل وتجمد عند نقطة معينة .. والعقل ليس كذلك .. في الماضي كان الأمر مقبولاَ حيث أن إيجاد مفقود من المعارف يحتاج لباحث يكرر الحدث ويوجد النادر للناس ليكون متوفراَ عند الطلب .. ولكن في هذا العصر عصر التكنولوجيا فإن معظم المعلومات قد حفظت  في ذاكرات الحواسيب ..  ومن السهل جداَ الحصول عليها ولا تحتاج لباحث يكرر المكرر بتلك الطريقة المملة القاتلة .. تلك الطريقة التي تعطل وتجمد الأفكار الجديدة .. والعلوم بحار وبحار وتحتاج للماهرين من الغواصين الذين يتمكنون من الغور ليأتوا من الأعماق البعيدة بالجديد من الأفكار .. وليست تلك الأفكار التي استهلكت بالتكرار ..  فالكثيرون من البشر الآن يفضلون التعدين في المناجم القديمة التي استهلكت لآلاف السنين بينما أن هناك الوفير من المناجم التي تئن بكنوزها الفريدة وما زالت تحت الاستكشافات .. وبالطبع فإن الذي يبذل المجهود ليقدم ذلك الموجود بوفرة  فهو يسلك المسالك السهلة ليشعر الآخرين بأنه قدم مفيداَ وهو لم يقدم شيئاَ ..  وذلك العطاء المقدم منه متوفر للآخرين من قبل ..  وبالقدر الذي يحمل صفة الأصالة وليس صفة التكرار والتقليد كما هو الحال في عطاءه   ..  نرى الباحثين في هذا العصر يسلكون نفس النهج التقليدي حيث الرجوع إلى المراجع التي تحمل جوهر المادة موضوع البحث .. ثم الإفادة أخيراَ بنفس المتوفر هناك دون زيادة أو نقصان !! .. وبعد ذلك يتشرفون بأن ينسبوا الجهد لذاتهم وكأنهم قدموا مفيداَ يفيد البشرية .. ولكن الأمر ليس كذلك   !! .. ومن الطبيعي أن تكون الحقائق هي نفس الحقائق ولكن ليس من الطبيعي أن لا يوفر ذلك الجهد المضني بالمزيد من المعلومات والحقائق والإفادات  .. وإذا استحال إيجاد ذلك المزيد فالأولى التوقف عند اجتهاد السابقين والبحث في مسارات أخرى تفيد العالم  .. اليوم الحالة متكررة فالمئات من الباحثين يبحثون نفس المبحوث وبنفس العناوين ليوجدوا في الأرفف نفس الموجود .. فأصبحت الدائرة تقليدية مفرغة من المعنى المفيد للبشرية بأي حال من الأحوال ..  ولا يمكن القول أن الأولين قد أكملوا المعارف بحثاَ وتنقيباَ حتى النخاع وأنضبوا المناجم من خيراتها ليأتي اللاحقون ليبحثوا عن الفتات .. ولكن نقول ان الأولين كانوا يملكون العزيمة في كشف أغوار المجاهل ليأتوا للعالم بالمزيد الجديد المفيد .. أما الباحثون الآن فهم تعودوا أن يصطادوا الصيد المصيود من الآخرين ..  ذلك الصيد المتاح من قبل  ولا جديد فيه يعني المزيد  .. إنما هو نتاج لجهد شهور وسنوات مبذولة في إيجاد ما هو موجود  .                                      

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,990