بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

ركــلات العمــر والحيــاة  ؟!!

قــال :

لا تخف عني فإني قارعت الخطوب والمشاق وحيداَ وعبرت الحياة بقسوة الصحراء .. ونازعت الخوف والرعب حتى صار الخوف في مصاف الأصدقاء .. ونازعت الجوع والظمأ حتى شربت دموع عيني من البكاء .. ومشيت حافياَ فوق رمال الحياة وهي تتوق لتعانق حرارة الشمس في كبد السماء .. وتسلقت صخور الحياة بقسوة تشقق بواطن الكف والأقدام لتجبر النفس بالركوع والانحناء ..  ومررت بأرض الحياة وهي بور جدباء تنادي بالموت والهلاك وبكل أنواع العنـاء  .. وسافرت يتيماَ في متاهات العمر افقد المعية وأفقد الزاد وأفقد الماء والراحلة وأفقد الأخلاء ..  تجربة عمر تراكمت فيها مصائب الدنيا حتى أصبح القلب صخرةَ حزن لا تحس بالطعنة النجلاء .. وتلك نفسي أدمنت منازلة الخطوب والمصائب وبغيرها تشتكي النفس إذ تفقـد نعمـة الشقاء ..  مشوار عمر في ساحة حمم وبراكين ذلك المشوار الذي لا يعرف الحد والانتهاء ..   لا تخف عني فإني كتلة مضغة صاغتها الأيام بالممرغة حتى صرت جلموداَ يفقد الحواس ويفقد الإحساس بالداء .. تساوت عندي لحظات البكاء والضحك كما تساوت لحظات الأسقام والشفاء .. أري جمال اللوحة جدلاَ في صورة وردة حمراء ..  كما أرى قبح اللوحة في ذات الزمان والمكان في صورة نحر تتدفق منه الدماء ..  وسيان عندي مولـد مولـود قادم للحياة أو رحيل مفقـود راحل للقبر فالكل في الإحساس سواء ..  أرضعتني قسوة الحياة من ضروع العناء والشقاء ثم فطمتني بجرعات فيها المصائب والابتلاء  .. فكيف يخاف مثلي من رضع من أثداء الأفاعي يشرب السم وكان بطنه الوعاء ..  وكيف يخشى مثلي من تربى في كنف المهالك ومن عاشر الموت بالسمع وبالولاء .. وتهديد المتوعد بالموت يصبح مضحكة لأنه يبذل تهديداَ في الهباء .. وهو الذي لا يقدر على أكثر من الموت والموت نحن له فداء .. فقد عشنا مع الموت لحظات بلحظات حتى أصبح الموت في جملة الرفقاء  ..  وشتان بين من ينشأ في كنف المدافن والمقابر وبين من ينشأ في رياض وواحات وكل همومه هو مباهج العبق والفيحـاء  . 

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,710