بسم الله الرحمن الرحيم
الفتــــــور ؟!
أعفني من ذاك الحوار فقد اختفت معالم التشوق والافتكار
مضللاَ بهوى النفس والبراءةَ طيباَ مشيت في ذلك المشوار
وكنت أظن الشهد مباحاَ متاحاَ بغير أذية النحـل بالأضرار
حتى تيقنت بأني تائـه أبيـع الهـوى فـي ساحة الأشرار
فأمسكت عن جرأة تسكن أرضاَ بها الأهواء تتاجر بالأحرار
كيف أبتغي الود في واد يذل المرء فيه وأنـا الفتى المغوار
ما نالنـي العيب يوماَ ولا أرى ما يستوجب القول بالاعتذار
فنحن أمة عز ترتاد السحاب ولا تريد العز في كنف الانحدار
وقد تعيب السحاب إذا تدنى لحظة ليشارك الدون في المدار
تعودت النفائس في الخصال ولا ترى الود في ناقص المقدار
نفائس المسك شيمتها وشوائب المسك ترمى خلف الجـدار
لما القول بهمس ولما الثرثرة بجدل يهين المرء بالاختصار
قـد تبهر الشمس عين الفتى فيكون الموت بسطوة الإبهار
خـدعة حسن كالأضـواء تضلل اليعسوب ليرتمي في النار
والنابغ يكتفي بحذر إذا لاحت علامات النفاق في المشـوار
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش