بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 صـائد الشهـد لا يبالـي بالأشـواك   !   

المتنعم بواحات السعادة بعد عناء الصحراء والقفار لا يعجل الرحيل ..  والانزلاق من حافة القمر يعني السقوط في الظلام  .. والرفقة الحريصة تكون مع الأنهار في المسار .. حيث تنعدم علامات الظمأ والأسقام .. وتلك هي مسالك الحكماء الذين يتفادون عثرات الأقدام .. والمتوهم هو من يفرط في سعادة الجنان ليبحث عن بديل هو الانعدام ..  ولا يجوز الاعتقاد جازماَ بأن الأنفس بالفطرة هي تلك دائماَ على الصراط .. دون علامات تخدش صفاء ونقاء المرآة .. وأن الضمائر هي تلك البيضاء الخالية من سنن المهابط والإسقاط .. فمتى ما كانت المعية مع الإنسان فالإنسان يفتقد عدة الكمال المطلق في الخصال والأفعال .. بل هناك دائماَ الشوائب في جانب تناله العثرات  .. وقلة الشوائب أو كثرتها مرهونة بصاحب يقبل الزلات ويعلم في ذاته أنه يحمل نفس الصفات .. وكثرة الشوائب عيب في الإنسان وقد تستوجب الابتعاد ..  ونوادر الشوائب لا تخلو منها نفس مهما ارتقى في الخصال ..  فهو ذلك الإنسان دائماَ بمعية جانب يشتكيَ النقصان .. والكمال المطلق لله الواحد القهار .. والإخلاص بعد ذلك مرهون من رفيق يقدس الرفقة بالنوايا الحسنة ثم يساتر الهفوات .. فهناك من الأصدقاء الأوفياء الذين يستوفون شروط الصداقة ثم تلقى أفعالاَ تناقض الأقوال .. وتلقى وخـزات وطعنات تجلب الآلام .. ومع ذلك تتنازل وتتعامل مع العلل والعثرات   .. تتسامح وتساير الخطوة بالخطوة واليد باليد دون الالتفات لمظاهر الغـم .. ثم تمد اللقمة لأفواه تعض اليد بالأسنان .. وتلك الأنفس أصحابها يملكون العقول الحكيمة التي تقدر علل النفوس وترضى بجملة الأحوال ..  وتدرك جيداَ أن الطبائع تغلب الخصال .. وصاحب الطبع المصاب هو في حاجة إلى الأيدي الرحيمة الداعمة التي تساند ولا تحارب .. وذاك النوع من الاستدراك بعيد عن مفهوم الكثيرين الذين يهربون من عنابر المرضى .. والذين يحملون الأنانية المفرطة في الذات دون الشفقة .. ولو وضعناهم تحت المجهر لوجدنا فيهم عيوباَ تفوق الحدود .. ولكن يقال في المثل ( الجمل لا يرى اعوجاج رقبته ) وهو يظن الاستقامة في كل الأحوال .. الأنهار تسقط من السحب نقية طاهرة ثم تسري لتقبل وتزيل الأدران .. وهي لا تتهرب أو تشتكي من معية السلوكيات المريضة مهما كانت .. فكم وكم حول النهر من عابث مستهتر .. ولاعب مسرف .. ثم مغمور بالعيوب والمفاسد .. وبالرغم من ذلك يحتضن النهر ليجد الرحب والسعة .. يجد مسامحةَ وقبولاَ بمعيار يفوق المعقول .. عرف أصحاب الأخلاقيات الحميدة بمداراة ومساترة عثرات الطبائع .. فهم الحكماء في التصرف السليم .. البعدين عن التطرف في الأحكام الجائرة الظالمة .. فالمريض في ذمة المتعافي .. والمجنون في ذمة العاقل .. والسكير في ذمة الواعي .. والجاهل في ذمة العالم .. والطالب في ذمة المعلم .. وحياة الإنسان مبنية على التعاضد والتعاون والتراحم .. ثم التقاضي عن صغائر المذلات . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 97 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,972