بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

(  حــروف مــن ذهــب  )

مـا زادتني الأحـوال إلا نحيبـاَ  !!

الأفكار تأتي من هنا وهناك .. والأحداث لا تلتزم بالصفوف .. بل التدفق كالفيض الجارف في كل المسارات .. والحياة زخم من التاليات السريعة التي تعجز الملاحقة .. والسباق في المجريات أصبح بالقدر الممجوج الممل .. وهناك الكثير والكثير من الوثائق والحقائق التي تستلزم الإثبات .. ولكن في المحصلة للمقدرات حدود .
       جمع الأوراق المبعثرة ووضعها فوق الرف وهي غير مرتبة .. ونسي أن يوجد ثقلاَ عليها يمنع الانفلات والفوضى .. ولكن تلك الأوراق كانت حريصة على أن لا تلتزم بالقرار .. فقد زاغ البعض منها  يتراقص مع عبث القليل من النسمات .. تلك الأوراق تحمل في جوفها الكم والكم من أثقال الكلام والنفائس  .. ومع ذلك هي أوراق في حد ذاتها خفيفة تافهة دون المقام .. تتلاعب بها عقول الصغار من النسمات .. والتناقض والتنافر العجيب هـو فوق معدلات المعيار .. قيمة عالية من الحكم والأقوال في علوها ووزنها تفوق الجبال .. ومع ذلك فالإناء لها هي تلك الهزيلة من صفحات القرطاس .. قوة الحرف ومتانة الفكر بين السطور تهد الكتل العاصية من الصخور .. وتتحدى أشد أنواع العواصف من الأفكار الهدامة الغازية المضللة .. وبالرغم من كل ذلك فهـي تفقد الحصن والحصانة .. وتفقد ركائز القاعدة والثبات  .. والأرضية تحت أقدامها هشة لينة هزيلة ضعيفة تمزقها بنان الأطفال .. ويقال عصارة العقول الكبيرة النفيسة في مراحل الحضارات قد تكون في الأسفار .. ثم توضع الأسفار لتشكل جسراَ فوق الأوحال .. لتطأها أقدام الأنجاس وتصل من فوقها إلى بر الجهل والضلال .. وتلك قمة الفوضى والتناقض وقمة الظلم في الأسعار .. خلط من القيم الضائعة حيث الألماس والجواهر والأحجار الكريمة في سلة تحتوي النفايات والفضلات .. المجريات في هذا العصر ظالمة ومجحفة .. تتدنى فيه الغوالي والنفائس والأعالي بقوة الحجج الباطلة الزائفة  ..  وتتعالى فيه أثمان التوافه من الأمور والأفعال .. حتى أنه يتواجد بين الناس من يجادل ويقيم الحجة القوية المضللة والمفاصلة الظالمة ليثبت بأن بعر الأرام والبعير في قيمة الألماس .. عصر أصبح المنطق فيه بطول اللسان وكثرة الكلام والثرثرة  .. وليس المنطق بقياس العقول ومعدلات الأحكام ..  وتلك الأوراق المبعثرة تتعجل الأرض لأنها تحمل في جوفها ثقل الجبال ..  وهناك في متنها الأوزان العالية من معايير الحكم وعصارات العقول .. ومع ذلك هي في ذاتها تتهافت للدناءة واللهو والعبث والتشتت مع توافه النسمات ..  لأنها تجهل معاني وقيمة المحتويات  .. فهي كمثل الحمار يحمل أسفاراَ  .. هانت العقول والأفكار والقيم والأخلاقيات عندما هانت الأوزان .. وعندما أصبحت المقاعد والوظائف لغير أهلها في المؤهلات .. وهناك الجهلاء يجلسون في عروش العلماء .. والقاعدة المنطقية أن يكون الجهلاء في حضرة العلماء ليتخطوا حواجز الجهل .. ولكن القاعدة  شذت في هذا العصر لنرى العلماء يقبعون في حضرة الجهلاء ليتزودا بالزاد .. ويبدلون الأعلى بالتي هي أدنى .. لأن الصور أصبحت مقلوبة بمنطوق هذا العصر العجيب .. والسر مفقود في تلك المعضلة العجيبة .. هل الضعف ناجم عن الضعف في عروض المحتويات القيمة .. أم أن أهل الفكر والمعاني العالية يفقدون العزم ؟ .. أم أن الضعف ناجم عن قوة واحتكار تلك الحمير التي تحمل الأسفار ؟؟ .. يسكت الإنسان عن فرية جهل ثم يسكت .. وما زال يسكت حتى يكون في زمرة الجهلاء .. وتلك أصبحت سمة للكثير من الاجتهادات الضلالية المضللة .. وهي بالتكرار تتشارف لتكون من مسلمات الأمور .. ويا لها من كثرةَ تلك المسلمات التي أناحت رقاب الحقائق العلمية والمنطقية والعقلية .. لتكون البديل عن السليم والصحيح في الحياة اليومية .. وهناك فرقعات الجهلاء التي ملئت العالم .. أوراق مبعثرة في خلط عجيب فيها ما ينفع الناس ليمكث في الأرض .. وفيها ذلك الزبد الذي يمتطي أدراج الرياح .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 92 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,827