بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحكيـم والحـوار مع النفـس   !

 

قــال الحكيـم :

النفس تـلك تلح وتريـد .. فوضعتها في محنة ابتلاء لنرى إذا كانت بحق تريد .. أمرتها لتلامس النار للحظة ..  فبكت ثـم أبـت  ..  وقالت كيف تريدني أن أصافح النار حتى ولو كان ذاك الجزء من اللحظـة  ..  فقلت لها تلك لحظة تهون إذا علمنا أن هناك فيها لحظات وسنوات وخـلود .. فأقشعر البدن من الخوف وتراجفت الأوصال .. وتوقفت الأنفاس وجلاَ وخشيةَ .. ثم ماتت سطوة الرغبة في الجوف  .. وتراجعت الرغبة بشدة وبتخاذل عجيب  .. وكأنها آمنت والتزمت بالأبدية في عالم التوبة والغفران   .. فقلت الحمد لله على زاجر كالماء أطفأ محنة البركان .. وقد سكت الإلحاح الذي أفقدني النوم والسلوان .. ولكن هو ذلك الإنسان أخذ المسمى من محنـة النسيان .. عادت النفس تريد وكأنها ما نادت من قبل بالعصيان .. وهناك سند يعاضد النفس وهو ذلك الشيطان .. أجادل النفس من جديد وأنصحها في الجهـر والكتمان ..  قالت النفس أنا مثقلة بالشهوات والرغبات وبكل معاول الخذلان  .. كيف تأمرني بالإمساك والاتقاء وأنا في الجوف أواجه كل فورات البركان .. إذا أخرست رغبـةَ عادت مرة أخرى بأشد مما كان .. وهناك رغبات ورغبات وأخرى لا بد في الحسبان .. فقلت لها أنت في الدنيا في مرحلة ابتلاء وامتحان .. وعدة الابتلاء تـلك من شروط الامتحـان .. ومباهج العصيان تـلك لحظات قليلة تنالها النفس ثم بعدها حالات من الغثيـان  .. فتلك رغبات كأنها ما نادت من قبل وكأنها ما ألحت بالفجور والعصيان .. والتي كانت بالأمس في زينة عالية للنفس تصبح مقززةَ بعد التناول لترفضها الفطرة بالنفران .. والكيس الفطن من يتقي سجال النفس التي تنادي مرةَ بالإيمـان ومرة بالعصيان .. والنفس لعوبة بصاحبها ملحة في رغباتها وهي الأمارة بالسـوء .. وهي ميالة للجنوح في عوالم الغفـلة والفلتان ..  مثل ذاك المهر المعربد الذي يجابد الزمام في يـد صاحبه .. فإذا غفلت عين صاحبه لحظة نـراه قد رحل إلى عوالم الحرمات ليتناول من منابت الأدران .. مع أنها تدرك أن العاقبة شديدة والنار هي المثوى في الختام .. وهؤلاء قوم موسى بأم أعينهم رأوا الآية الكبرى وقد انفلق البحر أمامهم كالطود العظيم .. ثم اجتازوا البحر في أمن وسلام .. وبالرغم من تلك المعجزات العالية اختارت أنفسهم ما ليس في التوقع والحسبان .. حيث عبدوا العجـل وآثروا عبادة الأصنام .. كيف يحدث ذلك من الإنسان لو لا أنه دائماَ ينحاز لمراحل التيه والنسيان  !! .. والأنفس دائماَ تفـر من منارات العفـة وتميل لنوازع البطلان . 

ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 165 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,681