بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

(  حكايــــة  )

الجوهــر الممقـوت     !

اختفت معالم الحقائق .. وضاعت الأنوار في عوالم الظلم والظلام  .. ومفاهيم السلة أصبحت بمحتويات المفاسد والمحاسن .. والأحكام ترمى جزافاَ وأصحابها نفوس تعودت أن تشرب من آبار الكراهية .. وتجتهد الأيدي الحاقدة في محاربة رسالة أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. وهناك الأجيال السابقة من جماعات الكراهية في الماضي التي حملت رسالة الحرب ضد الإسلام والمسلمين .. لترحل مقومات الحرب من جيل لجيل ..  حتى أصبحت الأجيال الحالية كمثل الحمار تحمل مقومات الحقد والكراهية في قلوبها دون أن تتحرى الحقيقة .. وهناك غالبية في عالم اليوم الذين يحملون شعور العداء للإسلام والمسلمين دون مقتضيات مبنية على الحقائق ..  وإنما لمجرد الإرث المتوارث عن الأجداد .. ثم مع مرور الأزمان أصبحت تلك عادة مستأصلة في نفوس الكثيرين منهم .. والقليل جداَ فيهم من يتحرى الحقائق ويبحث عن أسباب تلك الكراهية .. أما الغالبية العظمى فهي متطرفة في عداءها لمجرد أنها وجدت القدماء يفعلون ذلك ..  وهم يتصرفون بحكم العادة التي فطموا عليها .. وهنا قصة عجيبة تحكي عن أحداث جرت حقيقية في الواقع المعاش .. والقصة تؤكد أن حقائق جوهر الإسلام والمسلم مخفية عن عقول كثيرة بالملايين .. عقول تعشش فيها خزعبلات الاجتهاد الظالم ضد الإسلام وضد المسلمين .
       شاب مسلم اجتهد ليكسب المواطنة في أمريكا عن طريق قرعة ( اللوتري ) .. وفاز ليكون مواطناَ أمريكياَ .. وسافر إلى هناك ثم أختار ولاية من الولايات الأمريكية ليستقر فيها .. فكان هناك السكن والعمل والجيرة .. ولكن في الأسبوع الأول من استقراره صادف أن رأته في الطريق العام امرأة عجوز يهودية شمطاء .. وبمجرد أن رأته تأكدت من أنه مسلم جديد قادم من بلاد المسلمين ..  فبادرته بالسباب والشتم والتفاف .. ونعتته بكل أنواع الصفات القبيحة .. وقالت له بالحرف الواحد نحن نكرهكم بشدة .. وأنتم تمثلون الفئة الإرهابية في العالم   ..  عد إلى وطنك غير مأسوف عليك وعش هنالك  مع أمثالك   .. فالعجيب أن الشاب المسلم لم يرد عليها بحرف واحد .. بل مضى في طريقه وكأن شيئاَ لم يكن .. فهي إحدى الجارات في الحي والإسلام يشدد ويوصي بالجار .. ومرت الأيام والشهور وسنوات قليلة  .. وفي كل مرة يلتقي فيها مع تلك العجوز في الشوارع مصادفة كانت تكيل له السباب والشتائم دون أن تتلقى الرد ولو بحرف واحد .. كان يتفادها بكل السبل ولا يصطدم بها ..  وهي تؤكد له كل مرة بأنها لا تطيق رؤية المسلمين في ذلك الحي أو في أي مكان آخر  .. ومع مرور الزمن عرف ذلك الشاب المسلم الكثير من المعلومات عن تلك اليهودية المتطرفة ..  فهي من الأثرياء وتملك الشئ من العقارات .. وهي وحيدة ليست لها أقارب بالجوار .. وهي تحب حياة الوحدة والإنفراد ..  وتتعصب للدين اليهودي كثيراَ  .. وفي ذات يوم بينما كان الشاب المسلم عائداَ لداره من مكان العمل بالمصادفة وجد مجموعة من شباب البلطجة في عراك شديد مع تلك اليهودية .. فما كان منه إلا أن ركض نحوهم لإنقاذها .. فلما رأوه قادما َمن بعيد هربت المجموعة بعد أن تركت العجوز فاقدة الوعي في بركة من الدماء شبه ميتة .. وبسرعة طلب الإسعاف وحملها إلى اقرب مركز علاج .. وهناك أدخلوها فوراً في غرفة الجراحة ثم العناية
المركزة .. ثم عاد الشاب لمنزله ..  وبعد مرور أيام من تلك الحادثة ذهب ذاك الشاب المسلم لزيارتها بالمستشفى  .. وكانت قد تحسنت كثيرا من كارثتها تلك ..  فدخل عليها للتوقف على صحتها وأحوالها .. ولما شاهدته هناك في عنبرها انتفضت وتجهمت وكشرت ثم بدأت في السباب والشتائم .. في وسط دهشة وذهول الأطباء المشرفين والممرضين .. الذين هدئوا من غضبها ومن سخطها .. ثم تعجبوا من ذلك الموقف العدائي العجيب .. فقالت لهم ألا تعلمون أن ذلك الشخص مسلم إرهابي متطرف .. فقال لها الطبيب المشرف نحن نعرف حقيقة واحدة فقط تهمك كثيراَ .. فلولا مروءة ذلك الشاب واجتهاده السريع في إيصالك لقسم الطوارئ والإسعاف لكنت الآن في إعداد الموتى  .. فتعجبت العجوز من ذلك القول فهي كانت فاقدة الوعي ولا تعرف من أنقذها ومن أوصلها .. وعاد الشاب المسلم لداره ومرت الأيام .. وفي ذات يوم سمع جرس الباب ولما فتح وجد تلك اليهودية تقف عند الباب وتحمل في يدها طعاماَ .. وقالت له أنا ذهبت لإحدى المكتبات واشتريت كتاباَ فيها وصفات الأطعمة الإسلامية .. ثم اجتهدت كثيراَ حتى قمت بإعداد هذه الوجبة لك .. وحتى لا تظن أن الطعام فيه نوع من السموم القاتلة فأنا مجبرة لأتناول معك الوجبة .. ثم أكلت معه ورجعت إلى دارها وهي فرحة .. ولم ينتهي الأمر عند ذلك فبعد أيام أتت إليه تلك اليهودية مرة أخرى وقالت له بالحرف الواحد أن أريد أن أدخل الإسلام .. فأخذها إلى مركز إسلامي هناك متخصص في شئون الإسلام والمسلمين فهناك أسلمت أمام الجميع ونطقت بالشهادتين .. ثم التزمت بالتعاليم الإسلامية دون إفراط .. ولم ينتهي الأمر عند ذاك الحد ولكنها فجأة مرضت وتوفيت بعد شهر من دخولها في الإسلام ..  فقام المسلمون بواجب المراسيم والصلاة على جثمانها .. ثم تم دفنها بمقابر المسلمين حسب طلبها قبل الموت .. وأخيراَ كانت المفاجأة الكبرى عندما قدم إلى بيت ذاك الشاب المسلم محامي اليهودية المسلمة وهو يبشر ذاك الشاب المسلم بأن اليهودية في وصيتها قبل الموت أوصت بكل عقاراتها وأملاكها وأموالها في البنوك لذاك الشاب المسلم !!.. تلك قصة تحكي وتكشف حقيقة ذاك الجدار الظالم الذي يحجب نور الحق والفضيلة .. وتؤكد مدى الظلم والجور والنعوت الظالمة المنصوبة على الإسلام والمسلمين .            

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 189 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

767,730