بسم الله الرحمن الرحيم
حــق الناس في الحيــاة ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟
لن يمنعنا أحد من البكاء ولن يحبس دموعنا أن تسيل .. فتلك هبة من الله لتكون مخرجاً من ضوائق الحياة .. فإذا تسورت الأحزان أحلامنا .. وأحكمت قبضتها لتمنع أشجاننا .. بقيود تلو قيود .. وحلقات تلو حلقات من محك الظروف .. وجحافل المعاناة .. وصولات القمع والإخراس .. حتى تصبح الأرض الرحبة سجناً يضيق بأهله .. وتصبح ظروف الحياة جحيماً لا يطاق .. وتضيق الحلقات حتى تكون النفس في النهاية هي التي تمثل الزنزانة الأخيرة .. وراءها عواطف جياشة محبوسة خلف الضلوع .. تفور بالأحزان والهموم والغم لتماثل جوف بركان على وشك الانفجار .. فيأتي دور الدموع لتمثل صمام الأمان .. فهي تفلت من أتون ذلك الجحيم أولاً لتريح النفس قليلاً من المعاناة .. وثانياَ لتحكي وتحذر من علامات فورة وثورة لبركان .. فهي الفطرة الربانية للتنفيس قليلاً عن الكم الهائل من الضغوطات النفسية .. ولكنها لا تغني في النهاية عن الحدث الأخير .. كما أنها لا تمنع الانفجار الكبير .. إذا لم يتدارك الأمر في حينه .. ويقال في المثل ( كثرة الضغط تولد الانفجار ) .. والبكاء قد يطول .. وقد تمتد به السنوات ولكنه في النهاية ليس بمثاب الأبدية الحتمية .. فلا بد أن يلتقي يوماً الباكي والمبكي .. ولا بد يوما أن تكون هناك حسابات وديون مستحقة .. فالمقدرة على الإسكات والقمع والمنع والزجر والأخذ ممكنة .. ولكن من المستحيل أن يمنع أحد من البكاء .. ومن المستحيل إرجاع الدموع إلى المحاجر .. كما يستحيل منع بركان من الانفجار . والدموع تمثل النقطة الضعيفة في لحظات والقوية في لحظات أخرى .. وعواقبها وخيمة لمن يعقل ويعرف كوامن الأمور .. وأخطر الانفجارات والثورات تلك التي تعقب الدموع .. والحكيم والعاقل واللبيب هو من يتجنب كثرة الإبكاء .
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش