بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المــوازين المعطــلة ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟

 

نتعجب من حال موازين لا تفي بالغرض عند اللزوم .. موازين عدالة عرفت بالبطء القاتل .. حركته تماثل حركة القارات الستة حيث أن المقدار معدل بوصة كل مئة عام .. وعجيب أمر المحاكم اليوم .. أولى خطواتها تبدأ بالتسطير وكل مراحلها تسطير وكتابة .. جناب القاضي يكتب ويدون كل صغيرة وكبيرة .. ثم تأجيل ثم جلسات ثم كتابات وتسطير بدرجة الجنون .. ثم تأجيل وجلسات .. وتمر الأيام وتمر الشهور والسنون .. وفي خضم مراحلها وطول سنينها قد يموت الشاكي ويموت المشتكي عليه وقد يموت القاضي وقد يموت الشهود .. وما زالت القضايا تحت التأجيل والنظر .. لتأتي أجيال وأجيال لترث تلك القضايا .. والأعجب أن الذين في أيديهم ممارسة القضاء اجتازوا المراحل التأهيلية بالتعمق .. وتمرسوا في متون الدساتير والقوانين .. وصالوا وجالوا في علم الحقوق حتى أتقنوا .. وأكملوا الساحات المحلية دراسة وخبرة ثم اجتازوها للقوانين العالمية . ومع ذلك لا نجد منهم تلك الراحة التي نجدها في ظل عدالة العشائر والقبائل وأهل الشورى عندما يجتمعون للنظر في أخطر القضايا الجنائية ثم في غضون ساعات يتناقشون ويتبادلون الآراء ويستمعون للشهود والأقوال ويتوصلون إلى تحديد مواطن الخطأ وتحديد المخطئ ثم ترد منهم الأحكام السريعة التي تريح الشاكي والمشتكي عليه .. لا كتابات تملأ الصفحات والمجلدات .. ولا جلسات ثم جلسات إلى ما لا نهاية .. وبغيـر تلك النغمـة المعهودة والممجوجة أذهبوا وتعالوا .. وقد يقول قائل كيف تكون المقارنة بين ذاك العلم الحديث القائم بأسسه بقيادة هؤلاء العمالقة في ساحات القانون والمحاكمات مع مجموعات عشائرية تجتهد وتخطأ .. فنقول لهم ماذا أفادتنا تواجد العمالقة غير الهم والغم والمشاوير ذهاباَ وإيابا للمحاكم دون جدوى .. وحيث الجلسات والتأجيل تلو التأجيل بدرجة الملل .. وهل كانت المحاكم أيام الخلفاء الراشدين تتوسم بالأحكام العادلة السريعة .. أم كانت كتابات وكتابات وتسطير في صفحات ومجلدات ثم تأجيل تلو تأجيل لتترحل من عصر خليفة لعصر خليفة آخر ؟؟ .. لم نسمع بذلك وكم وكم جرت في عهودهم محاكمات فورية عادلة ومريحة .. لم تتطلب التأجيل ولم تتطلب الاستئناف ولم تتطلب ترحيل القضية إلى مرحلة قضائية عليا .. كل تلك الإشارات التي تؤكد أن العلة في أنفس تفقد الثقة في إصدار الأحكام .. فهي كما تدعي تدرس الأدلة والبراهين ثم لا تتمكن من الوقوف على جانب فتؤجل .. ثم تدرس وتؤجل .. فإذن البصيرة لدى أهل العشيرة وأهل المشورة أقوى من هؤلاء الذين يتيهون في أغوار القضية ثم لا يستطيعون حيلة .. فما الفائدة ؟؟ .. يعجبنا في القاضي الذي يحكم أن يكون بتلك الفراسة والموهبة التي تؤهله للوصول إلى الحقائق في أسرع وقت ممكن حتى تأخذ العدالة مجراها .. أما ذلك الأكاديمي الذي اجتهد ليكون في ذلك الموقع ثم يجد نفسه غارقاً في طلاسم لا يستطيع أن يجد لها الحل .. فهو أوجد نفسه في الموقع الغير مناسب .. وهو بذلك يقوم بتشويه صورة العدالة في الزمن الحالي .. ويغطي عجزه في التوصل للقرار بكثرة التأجيل والجلسات .. وذلك هو التفسير الوحيد الذي نجده .

 ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,602