بسم الله الرحمن الرحيم
نفـوس تشتكي العــلة مـع ذاتهـا ؟..؟؟؟؟؟؟؟
هي جولة للنفس أن تشتكي .. وللنفس أن تجاهر بالشكوى أو تخفي .. وكل نفس في جوفها طموحات ورغبات تغلي .. إلا تلك التي رضيت بواقع حال بعد أن كادت سبل التحسين معه لا تجدي .. أو تلك التي ملت وكلت من حروب كثرت أو أيام بالكوارث تجـري .. فتركب الأنفس موجة الاستسلام واليأس ثم تنزوي .. وهناك أنفس قنوعة ترضى بالمشيئة ثم تكتفي .. فتلك نالت هبة من الإيمان ثم بالتزهد ترتقي .. ولكن تلك نادرة حيث أن النفوس جبلت على التلهف والتمني .. وأخرى من الأنفس لا ترى الراحة إذا رأت صور مقلوبة تحت ساحة عينها ترتمي .. فيصيبها التململ حتى ترى الصورة قد عادت للحق وبالرشد تحتمي .
قال شاعر يوماً على لسان مناضل محكوم عليه بالإعدام :
ما ضرني لـو قـد سـكت.وكلما،،،،،،غلب الأسـى بالغت في الكتمان
ولو أن الكل بالغ في الكتمان وزجر النفس لانهارت سدود الأمن والأمان .. وتفشت في الأرض سطوة الجبابرة والطغيان .. وسادت الثعالب والذئاب بعروش الأمر والسلطان .. ولو أن الكل بالغ في الكتمان نالت الأعداء ما لم يكن في الإمكان .. بل إذا دخلوا قرية أفسدوها وأتوا بما لم يكن في الحسبان .. والأنفس تقدر على الكتمان ولكنها تقتل نفسها بالكتمان .. قد يكون حكيماً ذاك الذي يتوخى الحذر ويجانب الجدران .. ولكنه يفسد الأرض بصمته ثم يكون ذاك الجبان .. تلك فلسفة لأنفس وأخرى لها الحق في أن تترك الشأن لصاحب الشأن .. فنفوس ترى وأخرى ترى ولا تلتقي في أغلب الأحيان .. نواتها ثائر مزمجر أو حائر متردد أو حكيم ملتزم وللكل معيار في الميزان . فلا نلوم هذه ولا نلوم تلك فالطبائع هي التي توجد التجرؤ بالإمكان .
ـــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش