بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اللوحــة الجميــلة ؟..؟؟؟؟

يوم جميل ممطر براق .. آفاق السماء تزاحمت بعمالقة السحب .. هانت عليها مسافات الفضاء فلا تشتكي من السفر .. تراكمت فوق بعضها ثم حجبت رسالات ترسلها الشمس .. إلا تلك شاردة من الأضواء تائهة في كوة الأرجاء .. وتناسى الزمن جولات ليل ونهار تشتكي الرمضاء أو تشتكي الظلام .. والبشارة عن جديد قادم من رحم فجر وضحى .. والإطلالة مولود يتوشح بصفات الإرث لبرزخ ما بين العصر والمساء .. فغشاء من ظلال تفقد الظلمة وضياء من شعلة تفقد الوهج .. وأسراب العصافير تجتهد لأوكارها وتشتكي عجباً من قمر يغيب عن موسم رحلة للأبرياء .. وترى العودة أحمد فتسرع مولعة لأغصانها لتحتمي من بلل ورشاش .. وتتغنى للحظات قبل ظلام قد يفلت من يد عمالقة السحب .. وتلك رياض قد اكتست بمروجها الخضراء تداعبها خيوط مطر ناعم ثرثار .. حريرية منسابة لا تجرح بلمس ولا تفضح ببرد أو أخطار .. والحكمة أعجب في غيوم كثرت وتزاحمت بهياكلها ثم بخلت بأمطارها تلك الغزيرة واكتفت لتعطي بمقدار .. سلسال من حبيبات ماء رقت ودقت حتى ماثلت سحر أثيـر يواكب الموجات .. والغيوم لا تقطع عطائها للأرض من جودها ولكنها لم تكن ذلك المسرف المدرار .. موازنة في العطاء بمقدار روعة وعجب تداعب الخيال والأفئدة بسحرها الأخاذ .. في ظلال غمام يريح الأنفس ويستجلب نسمات هادئة تدغدغ المشاعر والإحساس .. نسمات توحي براحة توشوش للأزهار بسرها فتضحك منها براعم قد تعلقت بأكمام الأمهات .. وإلهام وإيحاء موفق لمن يملك الإبداع في دروب الفن والآداب .. ليترفل شادن بين الورود فيوحي بشعر أو بلحن أو بسجع من البيان .. أو يتغني كنار فوق فنن فيداعب أشجان ساحر يعزف بأوتار ومزمار .. وهناك تداخلت حلقات قوس قزح بألوانها وتنافست في ازدهار .. ونرى رتلاً من غيوم ترحل عنا في عجالة إلى حيث هناك رحب من الآفاق .. وأخرى تهرول إلينا قادمة من بعد المسافات .. فتلك رحلت عنا وقد أذهبنا حيائها بالعناق .. وتلك قادمة إلينا لأنها سمعت بنا وبروضة العشاق . فنحن هنا اليوم نملك الجنـة ونملك الترحال فوق أجنحة الفراشات .. وقد ارتحل الحزن من أجفاننا يوم أن رسمت لوحة بديعة فوق الأرض والسموات .. لحظات من عمر الزمان مات فيها كل ويلات الماضي من الذكريات .. فنست الأنفس أوجاعهاً الماضي في صحبة الأعمار .. كما نست شمساً أحرقت أحلامها يوماً بكثرة اللسعات.

 

ــــــ 
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 4 سبتمبر 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,561