بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أحكام هنـا وأحكـام يـوم القيامـة  ؟..؟؟؟؟؟؟؟

أهل التجارب يدركون الوقائع ويعلمون سلفاَ قواعد اللعبة  .. أما الوهم الكبير فهو ذلك الذي يعشش في أذهان الكثيرين من الأبرياء الذين يظنون أن المياه تجري في مجاريها المعتادة .. ولا يدركون أن تلك المجاري أصبحت تجري بكف الشيطان .. ولا توجد في العالم اليوم تلك الأمور التي تجري في سياقها الطبيعي .. دون تدخل من أيدي خبيثة تخطط  وتتآمر .. فإذن العلة في براءة مقرونة ببلادة وغباء .. ودائماً وأبداً هناك من يحسن الظن ويعيش في ظلال الوهم .. ثم يتفاجأ بالواقع المـر .. ونرى جمعاً يشتكي من أموات قتلوا في ساحات الاستشهاد والفداء ثم لم ينالوا القصاص من قاتليهم  ..  وتلك حجة أصبحت قائمة في الماضي والحاضر .. ولا جديد تحت السماء .. وبغض النظر عن الإرهاصات التي واكبت وتواكب مراحل التصادم بين نظم كانت قائمة وبين ثوار أرادوا بديلاَ أفضل مما أفضت لوقوع القتلى والدمار فهناك ممارسات سابقة في عهود النظم تستلزم القصاص في كل مرحلة من مراحلها .. فبجانب آلاف الممارسات القمعية ومظاهر الفساد المالي والأخلاقي .. والتراكمات التي مثلت كوارثاً عبر عهود النظم ..  فهناك دائماً تكتمل المهزلة لدى السدنة بإظهار المهارة والشطارة والعمل ليلاً ونهاراً في الوصول إلى الأعناق ثم قطعها .. وتتجاوز أفعالها بالسخرية لمدار الكرامة لدرجة المهزلة ليسألوا عن الأسماء بعد قطع الرؤوس .. وتلك صورة نمطية أصبحت ملازمة لنظم الاستبداد .. التي كانت ذات يوم أو ما زالت قائمة في ساحة من الساحات .. فيجتهدون أولاً بكل ما يملكون من الإمكانيات والمخابرات للقبض على أحدهم ثم فصل الرأس عن الجسد  ..  ثم بعد ذلك يبدءون في الإجراءات لزوم تعبئة وإكمال معلومات الأضابير  .. يسألون عن اسمه ؟؟ ويسالون عن جنسه ؟؟ .. ويسألون عن لونه السياسي ..  ويسألون هل هو موالي أو معارض للنظام  .. وقد يصاحب ذلك منهم احتجاجاً شديداً بأن المقتول يماطلهم بالطناش بعد قتله !! ..  وتلك من المضحكات المبكيات .. وقد صدق الشاعر الذي قال :  هذا زمانك يا مهازل فامرحي فقد عـد ( احتسب ) كلب الصيد في الفرسان ..  و ظاهرة توحش سدنة الأنظمة أصبحت دستوراً في كل نظم الاستبداد  .. فهي خرجت عن مفاهيم ومسميات الإنسانية إلى مفاهيم القتلة الجبابرة .. وفي لحظات تنكرهم الأنفس ولا تستطيع أن تنسبهم إلى فصيلة البشر .. فالإنسان مهما يبلغ به التجبر والغطرسة لا يمكن أن يكون في مصاف وحوش قاتلة ومدمرة تعشق دماء الأبرياء والأطفال والنساء ..  مقرونة بكراهية عميقة دفينة   .. إلا إذا جردنا عنه مسمى الإنسان إلى مسمى الحيوان .. والحيوان قد يكون مظلوماً بذلك النعت لأن الحيوان لا يملك غريزة الحقد والكراهية كما لدى هؤلاء  ..   فما الذي يدعم فيهم تلك الصفات المقيتة .. ولماذا يتجرد الإنسان في لحظات من كل معاني الإنسانية .. يعذب أو يقتل دون وازع من ضمير أو دون خوف من الله .. وكم من المظاليم أوقعتهم الظروف تحت رحمة هؤلاء فنالوا من العذاب مالا تتصوره العقول .

                    وهنا ظاهر الكلام عن قيم سهلة كما يظنها بعض الناس  .. ولكن ما خفي أعظم بكثير .. وكم وكم تحكي الحكايات عن مظاليم يقبعون في ظلمات تحت الأرض في دهاليز مظلمة قاتمة .. وهي ساحات لأفزع أنواع العقوبات الانفرادية المصاحبة لأفزع أنواع الحشرات والديدان .. أما أهالي هؤلاء فهم في الغالب يجهلون التبعات .. ولا يعرفون مصير هؤلاء لعشرات الأعوام .. هؤلاء المظاليم هنا في الدنيا قد لا يجدون العدالة المنشودة ولكن كيف يكون الفصل عنهم يوم القيامة ؟؟ ..  كيف تكون قضيتهم في ذلك اليوم الذي يحكم فيه رب العالمين بين الخلائق .. وهناك لن تكون أيدي خفية تتآمر .. سؤال يجلب القشعريرة في أبدان من يخافون عقاب الله العزيز الجبار .. والمسئولون عن تلك الجرائم القاتلة هم رتل من الناس من أكبر قائد يملك ذمام الأمة منحدراً في الدرجات إلى اصغر سادن يقوم بالعذاب .. ويوم القيامة سوف ينالون جميعاً العقاب أضعافاً وأضعافاَ ..  والدهاليز هناك في أعماق جهنم أشد سواداَ وأشد عذاباَ .. ولو كانوا يملكون مثقال ذرة من العقول لتنصلوا من تعذيب الخلائق .. والتنكيل بالناس لمجرد أن أحدهم يرفض أن يكون إمعة .. أو يرفض أن يكون مواليا مغمضاَ العينين ., مظهراً السمع والطاعة .. ولا حوله ولا قوة إلا بالله .. ومن العدالة الربانية فإن المظلوم يملك وعداً من الله حقاً بأنه سوف ينصر ولو بعد حين .  

ــــــــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,847