بسم الله الرحمن الرحيم
أسيــر القيــــود ؟؟..؟؟؟؟؟؟
ينازع الأحزان ويهرب من ساحات الدموع .. وقد أوجد الأغلال بنفسه حول المعاصم .. كانت لحظة طيش وحماقة حين أبرم الفتل وشد الحبال حتى بكت المعاصم من قوة الإحكام .. وجعل الذات خصماَ ينازع باللوم والعتاب .. فإذا بالخصم يصبح مارداَ يجيد العداء ويجيد القتال .. قلب يراشق الوجدان طعناَ بسهام الأشواق .. ويجعل الجوف محرقة تحرق التودد والعناق .. فذاك قلب أحمق تمادى في دروب الهوى دون خوف من نكبات العثرة والانتكاسة .. ومضى بإصرار يعاند النفس في مشاوير الهوى والإباحة .. وفي غفلة أحكم الأصفاد بشغف ثم ألقى المفاتيح في قاع الأعماق .. ثم كانت لحظات الخذلان والشقاق .. فتلك الحلقات ضاقت وتأزمت حين تجاهر الخلان بالنكران .. فضاقت النفس أحوالاَ وأشواقاٌَ حتى بكى الأسير من قسوة السجان .. وجرى اللوم والعتاب على الأيدي التي أحكمت الأصفاد بحبائل الكتان .. ثم اللوم والعتاب على قلب مال ميلة كبرى حين كان الأمر في الإمكان .. وتلك الحمم تأكل الجوف دون رحمة من ذلك الإنسان .. وذاك شراب الحسرة والندامة كالعلقم يحرق العمق في الوجدان .. وتلك الدموع تجري مدراراَ لتؤرق مقلة العين والأجفان .. لحظات هم وغم تنال من رصيد العمر بالخذلان .. وكيد المحبة والاشتياق يقارب القلب لحافة الموت قبل الأوان .. والقلب يبكى ثم يبكى بحسرة ولا يملك حيلة الإفلات من قيود البلاء والامتحان ؟؟ .. ولكنه يملك الحيلة في إزالة الدموع بأطراف البنان .. ويملك الأسف على المآل فيعضعض القيد بمقدمة الأسنان .. ثم يبحث عن غريم يلام فلا يجد إلا ذلك الذات الذي يستحق الملامة باللسان .. فهو ذلك الصياد الذي يصطاد في بحار الهم والخذلان .. يوجد الطعم ليصطاد صيداَ فإذا هو ذلك المصطاد !!.. فيقف شامتاَ ساخراَ من غرابة صياد يصبح صيداَ بالانقياد .. ويجد النفس جلاداِ يراشق الظهر والظهر يشتكي من قسوة الجلاد .. خاسر يجاري البحر في المد والجزر ولكن البحر يملك مقدرات الإرصاد .. وهو حكيم لا ينخدع بمظاهر المكر والإفساد .
ــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش