بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الــرمز المفقـــود  ؟.؟؟؟؟؟؟؟؟

ارتدت الناس على آثارها قصصاً .. تنشد مبتغاها دون أن تجد للشيخ أثراً .. إلا آثار ذلك القلم الذي يشتكي من جدب الحياة .. وقد اكتوى اليراع من كثرة الصمت في وادي النسيان والظلام .. يهيم تائهاَ في أرض غير ذي زرع ولا ماء .. وصدى الصوت لكروان ظل ينادي في قفرة قاحلة عقيمة .. يتحدى ذلك الكروان جيوش الصمت والإخراس في إصرار ..  تاهت الأقدام وهي تبحث عن ضالتها .. ثم توقفت فجأة عند زاوية تكتسي بألوان الحيرة لتجد يراعاَ يتوسد تابوتاَ .. وبالقرب منه تجد ورقة بمثابة الكفن لشهيد مازال خارج اللحد .. ورقة بيضاء غير أنها ملوثة بأحرف الإخلاص والجمال .. ذلك الضريح ليراع اختفى فجأة عن الروابي والتلال .. كهلال أهل يوماَ ثم توارى خلف الضباب حين لم يجد الأعناق الشغوفة المشرئبة .. ظل يكلم الناس في المهد وكهلاً فأبته الآذان بذلك الوقر المنتقى .. وحينها تناثرت حروفه في وديان النسيان والقوم قد امتطوا أفراس الجهل والهوى .. ودرر الأقوال تناثرت يتيمة تفقد ذلك الكفيل الصادق الوفي .. متواجدة بآثارها وقائل القول في الأذهان تحت الثرى .. حتى طالت الأزمان وطالت تلك المواسم بالنسيان والنكران .. ثم جاء من يسأل عن قائلها ليجد الرد مدفوناَ هنالك تحت أقدام الرمال يتحايل كالأفعى .. وتلك محنة الأحرف التي أصبحت تحت صخور النسيان مجهولةَ الهوية بين الورى .. وفيهم من يرقص طرباَ حين يجد عقداَ مرصعاَ بجواهر الخواطر والأشعار والنثر والمقال ودرر من الأقوال .. وقد تصدأت وتقادمت من قلة الأعين الحريصة التي ترى .. قيلت ذات يوم لأهل ينكر العشيرة ويتجاهل الخيرات بالجفاء والنوى .. أغرتهم كثرة الحروف ولم يدركوا أن للأزمان فترات قحط  يعقب نوازل الإكرام .. فكم من هلال يهـل ويطل ثم لا تفتقده الأعين إلا عند اشتداد الظلام .. وحتى إذا أتى ذلك الليل تنبه الناس لقسوة الجحود والنكران .. وفارس الوغى ذلك الباذل للروح والنفس يتفانى في ميادين الفداء ولكن الناس تظلمه حين يموت في حوبة النسيان .. وصاحب الحرف يعزف أوتار القلوب بروعة اليراع والخيال .. ويجعل الحرف ترياقاَ يطرد داء الكآبة عن الوجدان .. يوجد العشق في القلوب ويطرب الأفئدة بحلاوة البيان .. يجمع أسرار القلوب في باقة من النغمات الحلوة العطرة التي تحرك الأشجان .. وما زال يعزف في واحات الأحلام والأمنيات حتى تتقارب القلوب بحبائل الود والأمان .. وفي ذات يوم قد يتوقف المداد عن ذلك العطاء الكريم .. فإذا بالأنفس الجاحدة تعاود سيرة النكران .. فيموت ذلك الفارس المغوار مجهول المكان والزمان والعنوان .

ــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,860