بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

  

                          

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

قصة صدى الكروان والضميــر   :        ؟؟..؟؟؟ 

 ( هـو  )  يستمع جيداً لشفرة أثير تخترق حجب الصمت .. قادمة من أعماق الزمان .. قاصدة متعمدة نفساًً تشتكي من كثرة الهموم  .. صوت يملك الإصرار .. ليدلي بحجة .. وتلك حجة مدلوله كالشمس غير محتاجة لمن يدق لها الناقوس  .. هي حجة قائمة هنا منذ أن حط الزمن رحاله في غياب الضمير .. إنسانية تشتكي من كثرة الويلات في عصر هو محك في كل الخطوات .. وإن كانت العصور من قبل لم تخلو من محك مماثلة ..  عصر أغلقت فيه منافذ الحيل .. وصودرت فيه أية ثغرة تبشر بالخيرات والانفراج .. كالح مالح وأجاج في الشراب .. ( هو ) شاب قد يكون محوراً لقصة قديمة جديدة في زمن مماثل يواجه النكبات والويلات  .. وهناك الملايين من نسخ تدور رحاها  حول العالم .. لشاب أوشابة تدور في نفس المدار  ..   وحكايتهم هي نفس الحكاية المزعجة التي تدور في دوائر مفرغة لسنوات وسنوات  .. وأجيال كثيرة هي تمر بنفس المشاوير .. وتقف عند مهب الرياح .. عبثاً تحاول أن تتقي العواصف بكفوفها تلك المتواضعة .. ولكن تلك محاولات كلها عقيمة ..  وآمالها تشبه التعلق بقشة لا تملك نفسها وتتلاعب بها الرياح  بين أمواج عاتية  .. وتلك قصتهم  تلك التي واجهت آدم وحواء  منذ أن وطأت الأقدام سطح البسيطة .
         وهنا قصة تحكي عن نمط جرى عليه المعيار والأبعاد .. فذلك الشاب الطريق ما زال أمامه بعيداً ولا أفق يلوح في نهاية نفق مظلم .. والنفس لها مطالب .. كما كانت للنفوس في غابر الأزمان .. وتلك أحلام الإنسان والإنسانية بالفطرة أن يواكب الحياة بالأحلام  .. وأن يجتهد لسعادةً في عش يجمع .. فالقلوب اليافعة تفقد الحنان لرفقة تلتقي .. ثم براعم صغيرة تتواجد .. ثم إشارات أبوة وأمومة تشكل في رحاب أسرة كريمة .. تلك هي خلاصة أطماع أي إنسان ليكون في هذا الوجود  .. و ( هـو ) واحد منهم ..  ولكن المرحلة الآنية عصر لا يرحم .. وقسوة ظروف نهمة قاتلة لا تراعي ولا تجامل  ..  ولا تسمح بأية بوادر أمل .. فإذا بدأ  أحدهم في جمع القشة الأولى لعش سعادة هنية فلا يجد إلا شوكة غير طائعة  .. عصية تطاعن بقسوة وترفض الامتثال   .. ثم عليه أن يحاور الشوكة مجدداً وعليه أن يحاور الظروف .. وكلها أبواب آمال موصدة بالأغلال .. وكل يوم هناك المزيد من الأغلال .. والطامة الكبرى أن الأيام تتسارع ولا تتمهل بل تضع طوبة فوق طوبة في بناء الأعمار .. فيجد العلامات قد لاحت ..  والسنوات قد مرت لتقول له أن القطار على وشك الرحيل .. ذلك القطار في زحمته يعج بركاب يمثلون أجيالاً شابة بدأت تفارق الشباب  .. ترحل مع القطار وعينها تدمع حسرة على حظ لم يكن متاحاً لهم بذلك المنوال .. تلك قصته وقصة الملايين من الشباب الذين يشاركونه المحنة  ..  العصر يحاربهم بقوة وبقسوة  .. والمصير في شأنهم هو مغاير لكل العصور الماضية .. حيث في الماضي كانت الحياة متاحة مرتاحة .. نية حسنة في نيل المرام ..  ثم حياة تواكب السنة .. ثم أعمار وأحداث ثم خواتيم للأمور  .. أما بالنسبة لهم فالنية فقط تحط فوق الأرفف لتمثل الكفن الذي يرافق حتى القبر .. وهنا نجد القصة تنتهي مؤلمة مسحوبة بالزفرات .. وأحداثها تواكب المحن من المهد للحد ..  حقائق مفجعة مؤلمة .. والوقفة القصيرة لاستماع القصة تحتاج لمن يستمع وعينه تدمع .. وأجيال وأجيال تتعاقب في المحنة .. وقطارات الأعمار تتسارع عاماً بعد عام .. لتجد في محطاتها زحاماً من العوانس والعزاب .. والعزبة من العزاب ..  وعالم الكبار في غفلة عن أجيال تصارع القسوة بالمعنى دون سند كان يفترض ..  وهو عالم يراوغ على مضض  .. وهو عالم يدري ولكنه لا يريد أن يدري .. لأنه عن الحلول أعجز .. ولا يمثل طوق نجاة لهؤلاء .. بل هو عالم في حد ذاته يعاني من الويلات .. وفي خضم أمواج أخرى تحكي قصة أخرى تماثل قصة الشباب والشبات    !! .

ــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 211 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,984