بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشعــلة المطفيـــة  !!

 

ليس الحال كما في أجندة الخيار الماضي .. لدى تلك التي أرادت الخصام  .. وتعودت إشارات اللوم والعتاب .. مقرونة بسجال يؤجج شوكة الجفاء .. وتخلق المسافات بين ماء ودماء كانت تجري في شريان القلبين .. ثم كان الران بعد الران حتى أغلقت منافذ الود الذي كان ذات يوم   ..  ثم العناد والإصرار والوخز بالكلمات والإنشاء  .. ولكن هي لحظة الانفلات من قيود الصد والعناء  .. إلى واحة قلب عامر بالحبور والسرور والهناء  .. واحة اكتست أجواءها بصفحة الحياء والنقاء والصفاء .. الأجواء فيها ظل دائم يفقد الشمس ويفقد القتام  .. مثل تلك اللحظة لما بعد عصر متهالك ..  ولما قبل غروب غير متمالك  .. لحظات تتردد الشمس في رحيلها وتتكاسل الليلة في قدومها .. هنالك نعمة الجمال لحال تتلقى فيه ملائكة المحبة في مشاطرة قلوب حالمة  .. واحة كتبت على أبوابها غير مسموح بدخولها الهم والأحزان .. وتلك هي البرعمة الزاهية .. تتوسط مجد الخصال في عرش الجمال .. نضرة عطرة جاذبة الرائحة كالليمونة ..  صاحبة شأن وبيان وافتنان  .. تملك الكمال في روعة خلقة وأخلاق .. تمنع هيبتها ومقامها الخوض في تفاصيل الارتقاء في سلالم الخصال .. فرب إفصاح بأسرار لؤلؤة يجلب الأعين لها بالفتنة وفيها أعين الحساد .. ولكن تكفي أنها درة خلت من علامات الشوائب .. وتعففت من كل قيل وقال .. وبعدت من كل رمية تخدش نقاء الكمال . تعالت واستحالت .. ولكل أوسمة الصفات الحسنة حازت ونالت .

          وجاء الفرح أخيراً عبر ممر بين جنة ونار .. الماضي غضب توشح بالإصرار .. والحاضر نعمة تستحقها الأبرار .. والنفس ميالة لمراتع الندى ومهاطل الأمطار .. ونافرة بإباء لمعاول الهد والانكسار .. فكيف التفاضل بين بحر يملك العطاء بزخم الجمال والأنفاس وبين من يسطو على القلب بحكم الأقدار ..  إذا توسد القلب نار محرابها لم يسلم القلب من ازديادها للشرار ..  وقد غفل القلب كثيراً في تيهه ثم نام عن فتنة الأسرار  .. ولو علم القلب في حينه بتلك الجنة بالجوار .. لما صبر على معسول قول من النثر والأشعار .. ولما تجرع كئوس الأحزان كأساً بعد كأس .. وهو قلب طيب صادق وقد كتم المحنة وحبسها في العمق والأغوار  .. ثم بنا جسور الود احتساباً ليوم ( ربما ولعل ) البؤس فيه يتحول إحساناً في ليلة أو نهار . ولكن دامت محنة الآلام حتى أطل فجر الندى بربوة ذات قرار .. بخطوة جديدة أسعفت أمنيات قلبين بالورود والأزهار  ..  ولقاء توشح صدقاً وسكينة ووقار .. فتلك التي كانت تملك القلب ذات يوم خانت عهدها بالقرار .. ثم تعمدت في أسباب صد وفرار .. أما تلك التي تملكت الحاضر فهنيئاً لها فقد نالت وسام الانتصار .. هي شعلة فوق صفحة القلب جديدة تسطع كالمنار .. وأخرى كانت ذات يوم ثم أفلت دون أثر فيا لها من دثار .. والذي يتذوق السلسبيل من أعذب الأنهار لا يعود يوماً ثم يشرب من أجاج البحار .

 

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 284 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,382