بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 

كفاكـم يـا نـاس  !!

قد تحكم الظروف أحياناً فتنحني قامة عالية .. ما كانت لتنحني .. لولا جبروت السطوة ولو لا حكم الأقوياء  .. وهي لحظات مريرة على من كان عزيزاً في قومه ذات مرة .. ينظر لنفسه والمقام الذي كان ثم ينحدر من أعلى الدرجات إلى أدنى الدرك .. وتلك نظرة انكسار مؤلمة تجذب الأعين نحو الأرض .. وسقوط لصقر شامخ كان يحلق في أعلى الآفاق .. ثم فجأة يجد نفسه يعربد بجناحيه عند حافات القمامات .. وذاك من موجعات الحال التي تكون من أسبابها قهر الرجال .. وللأقدار شأن كذلك في رفع أو خفض المقامات .. وهي في لحظة تحكم فينجبر أحدهم ويتنازل عن ذاته وصفاته ..  وهو في ذلك مثل طرفي المستقيم .. حيث لا يلتقيان أبداً إلا إذا دارت الدائرة .. وعندها يفقد المستقيم اسمه وصفاته .. وذاك يعني الفقدان ويعني النهاية وخلو المكانة .. ومرارات تلك الحالة قاسية وعلقم يتمسك بالحلق حتى مشارف القبور  .. والحكيم يجد العذر لهؤلاء الساقطين من الشواهق عندما يتمسكون بشدة بأطراف القمة حتى الرمق الأخير .. والقمة تنزلق رويداً رويداً من تحت أيديهم .. فهم يعلمون جيداً مرارات الخطوات التالية .. ويتمنون في أعماق أنفسهم لو أن الذي يحدث كان حلماً ولم يكن واقعاً يجري .. ولكن هناك المقادير قد جرت .. وحيث أمهلت من قبل بالقدر الكافي عندما أرادات .. ثم حكمت بالأمر الجديد عندما آنت اللحظة .. ولو كان أحدهم لبيباً حكيماً لأرتضى بالواقع حيث نال من قبل الكثير مما لم يكن للآخرين .. ثم اكتفى بواقع الأمر عندما دقت ساعة النهاية .. وهناك من سبقوه بالتجربة مئات المرات .. وما شأنه بالمختلف عن السابقين في التجربة .. فلا يجدي التمسك بفائت لا محال .. ولا يلزم الأمر أن يعض من الآخرين في أنامله بحده حتى يفلت أطراف الكرسي ..  وقد أخذ حقه كفاية من قبل من الهتافات والاستقبالات واللحظات الهنية .. ثم أزفت الآزفة .. وتحولت النفوس .. ودقت الطبول .. وقد تكون تلك الأيدي التي صفقت من قبل هي تلك التي ترمي بالحجارة الآن .. فلا أحد يلومها عندما صفقت ولا أحد يلومها عندما رجمت .. فقد تكون هي بأسبابها الدافعة والناقمة .. فكان الأجدر أن تكون نفس حمية قبول الهتافات في حينها هي نفس قبول النداءات بالسقوط  . ثم الاستسلام بخطوات الزاهدين وليس العض بالنواجذ حتى الرمق الأخير .

ــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 246 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,561