بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 

قصـة دولة عجيبة !!

 

دولة صغيرة مزعجة مشاغبة .. بدأت بالجرأة يوم أن تقدم حصانها في الركب على حصين الكبار أصحاب اللحى .. في حينها قيل أنها في مرحلة مراهقة .. فهي ما زالت لا تحسن برتوكولات الأدب  .. ولكنها داومت التمرد ولم تعر للأمر اهتماماَ ..  وواصلت في كسر قيود الالتزام بالآداب .. وفي بعض القضايا الهامة قدمت للأمة خدمات عجزت عنها فعلاً الكبار .. مما زاد من أعجاب الأمة بها .. وتأملوا الخير في جديد قيادة للأمة قد تكون ..  وتلك الدولة دائماً وأبداً تبحث عن مقام ومكانة في القمة والمقدمة .. ولكن لا يساندها في ذلك التاريخ أو الحجم أو السن ..  وفي ظل المعطيات ومرحلة شيخوخة أصيبت بها بعض الدول الكبيرة بوهن وضعف مالت النفوس لتلك الدولة ( الصغيرة العملاقة ) .. والتاريخ ليس بشرط .. والحجم ليس بشرط .. وتلك بريطانيا بحجمها الصغير استعمرت العالم في يوم من الأيام .. والسن يجعل من الأمر أكثر إثارة وأكثر قبولاً حيث الدماء الشابة وقوة وفتوة الشباب .
                                ولكن لتلك الدولة الصغيرة المشاغبة المزعجة هفوات كثيرة .. لا يطمئن القلب لها أبداً ..  في نهجها وفي أسلوبها .. فهي تارة في قمة المقام عندما يتقدم الدول عند المحك .. ثم تكون في أدنى درجات المقام عندما تلحس أعقاب الشيطان .. وعندما يكون في أعماق بيتها ذلك المارد اللعين بقواعده العسكرية .. هناك تسقط هيبة تلك الدولة فجأة عن المقام .. ثم تكون جميع أعمالها البطولية هباءً منثوراَ ..  وتكون صفراً على الشمال ..  فتصبح تلك الدولة عبارة عن بوتقة متناقضات تجمع في دواخلها قمة الأمجاد وقمة الانهزام .. فهي لا تستطيع أن تكون في أمانة الأمة وهي خائنة ( كما يعتقد )  للأمة أساساً في قضاياها .. ولذلك مهما فعلت تلك الدولة من إنجازات للأمة ومهما تجرأت في خطواتها تظل هيبتها ناقصة .. وهي بالضرورة في زمرة من يخونون الأمة اعتقاداً لا جازماً .. سواءً كانت بريئة من تلك التهم أو ملتبسة بها فعلاً . ولا يعقل العقل ولا يقبل المنطق أن نملك زمام قضايا الأمة لمن هو في عرين الخصم .. ولو كانت الآمال بالأمنيات لقلنا يا ليت تلك الدولة كانت هي لنا خالصةً .. وقادت الأمة بجرأتها وشجاعتها تلك إلى بر الأمان دون أن تكون في أحضان الأعداء .. ولكن مع الأسف تلك أمنيات ما زالت في الخيال ولا تطابق الواقع . وتلك هي قصة دولة أزعجت الصفوف وأربكت الحسابات في الشرق وفي الغرب .. وهي موضع إعجاب أمة تتفاخر بمراهقها الذي يأتي مرةً بالأمجاد الكبيرة ومرة بالمخاذل التي يندي لها الجبين .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,806