بسم الله الرحمن الرحيم
مــلكة بغيــر تـاج !!
التكامل في الخصال إرث من أصل تملك الأصالة .. ترادفت خصال الحسن فيها فكانت مثل عقد تنافست حباتها كمالاً وبهاءً وزهاءً في استدامة .. فحيرت عقولاً أرادت أن تفاضل بين حبة وحبة فعجزت ثم نادت بالسلامة .. وطلعة الهيبة لم تترك للعيون خياراً غير إغماض بانبهار وعتامة .. وقوامات الجيد أنصاف لقصب من ذهب لم تكمل الاستدارة .. ناصعة إذا التفتت مالت القوائم بشق وشق وقف في حيرة واستكانة .. تاركة الناس في غفوة تفكر بسبحان الذي خلق الجمال بدقة ورزانة .. إذا ابتسمت فتحة الثغر تراصت بدرر لؤلؤ توزعت بحكمة وجدارة .. وتلك بسمة تحيي الموتى إذا أطالت الابتسامة .. والشعر يتدفق مثل نهـر فوق أكتافها تموجاً واستقامة .. تارة يأخذ الحكمة في تأدب وحسن سلوك وشهامة .. وتارة يتمرد فيبتعد شارداً ثم يرتد مجبوراً لأصل في ندامة .. ومقلة العينين عجباً فتلك حكاية يا لها من حكاية .. برموش عين من حرير محسوبة بدقة وعدالة .. بدأت باستقامة ثم تقوست فجأة للخلف في نفرة وعداوة .. والخد عنب تفرد بعنقود ثم كان مفضوحاً إذ تداعبه الطراوة . مثل لؤلؤة فوق صفحة الأصداف تجاهر برقة ونضارة .. وقوائم الصدر حجة لتلك الشواهد تتحدى دائماً الروية والهداية .. أبداً تريد الانطلاق لبعد فتحجبها السواتر بقوة وعناية .. حتى لا تكون فتنة وتكون العفة في النهاية .
طلل من الحسن وكتاب من صفات الملوك بغير عرش .. بغير تاج هي في أوج الجمال وبالتاج قد يكون التاج سبباً لنقص .. فهي ملكة ملكت الساحة والقلوب بغير تاج وعرش وقصر .. اكتملت كالبدر تماماً من كل عيب ونقص .. وتجلت روعةً الخصال فيها أخلاقاً وجمالاً ووقاراً بغير رقص .. هي هامة وهي قامة وهي تلك التي نالت وساماً في كل عصر .. لم يعشقوا فيها جمالاً زائفاً مجلوباً .. ولكن دائماً هي في جمالها موهوباً .. وملوك لجمال الحسن وأنت في الكون ملكة ملوك الحسن . ملوك تيجانها قد تسقط بعلل الزمان وأنتم الحسن أبداً وأزلاً لكم حصن .. فسلام لذاك المقام ومقال لمن في الحسن بدر .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد
ساحة النقاش