بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

فلســفة الالتقاء والافتراق  ؟؟

 

 

 

قدم ذات يوم .. فوجد النفس بمكان فوق البسيطة  .. وهناك أهل بأصل وفرع  ..   وهناك جمع وربع .. وجد القدم تقف عند الخطوة الأولى في بداية الحياة .. وأمامه مسار على مد البصر .. بداية المسار مجهولة .. ونهاية المسار أكثر غموضاً وأسراراً .. درب ومشوار يجب أن يكمل ..  وجد النفس تتحدث نفسها .. حديث بين أثنين في بوتقة الذات .. جسد وروح .. التقيا في مجاهل الأرحام .. وكيفية اللقاء سر بيد رب الأنام .. النصف من الذات يراوغ ويحن إلى أصل  التراب .. ثقل لا يملك الأجنحة ودائما الشوق للقاع .. يتدنى إلى أسفل الدرك كلما كان هناك درك إلى العمق .. يكتفي بإشارات الأهواء والشهوات .. والأرض هي الأم  .. تناديه دائماً وأبداً  ..  وهو دائماً يحن إلى أحضانها .. أما النصف الثاني فهو من نفخة مقدسة .. بكيفية يعجز العقل عن إدراكها .. ولكن ذلك النصف من عالم السمو والرقي  .. ودائماً يسبح فوق أثير النقاء .. يتعالى عن الدنايا .. ويحاول الإفلات  من قيود الرفيق إلى سماء الطهر والغايات  ..  يشتكي من شريك يحب الجمود ويكره الانطلاق .. شريك يعشق الشهوات ويكتفي بالملذات .. شريك هو جسد يتغذى بمكنونات لها ما لها وعليها ما عليها .. وشريك هو روح يتغذى بالمعاني .. ويتسامى بالعبادات ..  يحن كثيراً إلى عوالم الكمال والجمال وحيث الخيال بحور من وراءها بحور .

                     التقيا على قدر لإكمال مشوار الابتلاء والامتحان .. ومرحلة الابتلاء هي ذلك المحك الذي يتعارك فيه الشريكان .. شريك بصحبة الشيطان يراوغ بلحظات متعة فانية .. وشريك بصحبة الأديان يناضل ويكافح من أجل صفقة من الجنان ..    وطوال المشوار كل يشتاق إلى مصدر الذات .. وفي ذات يوم تجد النفس خطواتها قد توقفت عند نهاية المشوار .. ويفرح الشريكان بانتهاء مدة التعاقد .. وفسخ قيود الرباط .. فينطلق الروح فرحاَ وطرباً لتخلصه من قيود أدمت كاهله .. وشللت لديه حركة السمو والنقاء والانطلاق .. فيسرع إلى عالم المجهول .. مبتعداً بأقصى سرعة متاحة .. أما  ذلك النصف فيعود إلى أحضان الأم ..  والتي لا تمل من الاحتفاظ به في أحضانها حتى نهاية قدر فيه الحساب والعقـاب  .       .

ـــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 481 مشاهدة
نشرت فى 27 مايو 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,096