بسم الله الرحمن الرحيم
ذلك الحـلم !!
أقبل للدنيا بمنتهى الشقاوة .. ولم يكن في يوم من الأيام من أهل الدين والصلاح .. وما ترك لنفسه من الشهوات والملذات مبرحاً .. وكان يقبل على مواضع الذنوب ..ويهرب من مواضع التقوى والإصلاح .. فحياته كلها كانت للترف والمرح والسكر والفحش .. بعيداً عن طرق الإيمان والصلاح .. ومرت السنوات على تلك الأحوال .. ثم شاءت الأقدار فدخل رجل صالح في حياته .. فبدأ يأخذ بيده في بداية الأمر .. ثم رويداً رويداً أخذه إلى طريق الهداية والرشاد .. فأعاده إلى الصواب .. فأقبل لطريق الخير .. وبدأ يهرب من طريق الشر والفساد .. ثم أكمل دينه بالزواج .. ثم رزقه الله بطفلة جميلة .. نورت حياته .. وسعد بها .. وكان يحبها كثيراً .. وعندما بلغت السادسة من العمر توفيت فجأة ًً.. فانقلبت حياته رأساً على عقب .. وتدخل الشيطان .. وجاء بالماضي وملذاته .. ثم لجأ للخمر مرة أخرى .. بحجة أن ينسى قليلاً ملامح طفلته التي لا تفارق خياله لحظة .. ودخل في عالم التوهان والسكر والضياع .. وأبتعد من مجالس العبادات .. وفي ذات يوم جلس مع نفسه في لحظة محاسبة .. وكان في كامل الوعي .. مع الإحساس بندم وحسرة .. ثم وأثناء تلك المراجعة أخذه نعاس ودخل في نوم عميق .. ثم حلم بحلم عجيب .. رأى نفسه يسير في منطقة خالية وفجأة رأى من خلفه وحشاً مخيفاً لم يرى له مثيل من قبل وقد تهجم عليه وأراد أن يلتهمه .. فركض بأقصى سرعة إلى مكان بعيد .. وعند بلوغ ربوة صغيرة رأى رجلا كبيراً في السن هزيلاً وضعيفاً جداً .. وكان يجلس بجانب تلك الربوة .. فلما رآه حاول ذلك الرجل أن يقف على رجليه وحاول أن يطرد ويبعد عنه ذلك الوحش بكل قوته !! ولكنه كان أعجز من أن يفعل شيئاً .. كان يحاول الدفاع عنه ثم يقع على الأرض .. ثم يحاول ثانية .. وهو في رعب شديد .. وفي النهاية قال له ذلك الضعيف .. يا ابني أنا أعجز من الدفاع عنك .. فإليك نصيحتي أسرع لتلك الحديقة فقد تجد هناك من يعينك .. فسأل الشيخ عن قصته فقال : أما أنا فهو عملك الصالح في الدنيا وهو ليس بالكثير !! أما الوحش فهو عملك السيئ في الدنيا وقد فاقني بكثرته وكثرة العودة إليه .
فسمع نصيحة الشيخ الضعيف وركض لتلك الحديقة .. فركض إلى تلك الحديقة التي أشار إليها الرجل .. ووقف عند المدخل .. وشاهد منظراً عجيباً .. حديقة لم يرى لجمالها مثيلاً ... وعند ركن من أركانها الخضراء رأى أطفالاً يلعبون ويمرحون .. أطفالاً من أجمل مخلوقات الله .. وفجأة رأى من بينهم طفلته العزيزة في أجمل وأروع منظر .. وكان الوحش قد اقترب منه .. فالتفتت طفلته إليه .. ورأته ثم رأت الوحش يحاول التهامه .. فجرت نحوه ثم بعفوية شديدة زجرت الوحش .. فتراجع الوحش بانكسار وخوف ثم اختفى .. ثم فجأة صحا الرجل من نومه ومن حلمه ذلك العجيب.. فرجع مرة أخرى إلى الله وتاب إليه .. ولم ينسي ذلك الحلم أبداَ
ـــــــــــ
الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش