بسم الله الرحمن الرحيم
الدلائل والإشارات !!
طول الأمد والعشرة يجعل الأنفاس تتوالى ثم تتوافق في غالب لأحيان .. ثم يصبح النهج سمة ملازمة بدلائل ترفض الاجتهادات .. وحتى إذا فقد الماضي تلك الضبابية والشفافية التي كانت .. فإن الأثر لا يعجز ذاك الخبير المحنك بخبايا الأمور .. ومحاولة الاستدراج بخلق نوع من الشك والريب لا تجدي .. وخاصة مع ذلك الإرث الكبير من الماضي في المعية .. فكل خطوة تصبح مدروسة قبل وقوعها بفعل التجارب .. وحتى مجرد التلميح أو الإشارة بالعين قبل القول يكون قد وقع في ساحة الصواب .. ومن العبث أن يحاول أحدهم أن يلبس قناعاً ويدعي أنه شخص أخر .. فيكون متوهماً في ظنه .. وفي سخرية الآخرين .. وتلك من عيوب وفرية بعض الناس في هذا الزمان .. ومن المسخ أن يستهون البعض بعقول الآخرين .. فيكون مستهانا من الآخرين .. وهناك من يملك من المهارات والفراسة ما يمكنه من تصنيف أقوال وأفعال الآخرين بمعيار الذهب والفضة والنحاس والرصاص .. بالرغم من أن صاحب القول أو الفعل قد أجتهد كثيراً في أخفاء مواضع العيوب والاعوجاج .. وفوق كل ذي علم عليم .. فيقال أن صاحب المكيدة لا يخلوا كلامه وأفعاله من العثرات .. ويقال أيضاً أن الذي يكثر من الحلف والقسم لإثبات حجته هو قد أثبت لا شعورياً ودون أن يدري بأن هناك أمر يستلزم الإثبات .. وأنه يخفي شيئاً .. فإذن هو مراوغ بطريقة ما .. وكذلك يقال أن الذي يرفع صوته عالياً لإثبات حجة واهية فإنه يحاول أن يسكت الآخرين .. والصوت العالي لا يقيم الحجة فالطبل الأجوف أكثر دوياَ وضجيجاً .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش