بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سفينــة المحنــة !!!

 

لا يليق الرقص فوق سفينة محنة تواجه الأمواج والعواصف .. والقلوب تكون فيها وجله .. وتضطرب الأفئدة وتفقد توازنها  ..  وتتمنى لحظات الانفراج وبلوغ البر  .. فإذن لا مجال للتسويف أو المؤامرات أو المكايدات   .. والكل فيها على وشك الهلاك .. ومن البديهي أن يكون المقام بقدر الأخطار المحدقة .. والأمة العربية لم تكن يوماً بعيدة عن مسارات المخططات والمؤامرات والمكايدات .. وخاصة وأنها تتبنى في الغالب اتجاهاً عقدياً يشرفها ويعظم من شأنها  ( ولو كان ذلك فقط بالاسم دون أن يلازمها التنفيذ) .. مما خلق لها الكثيرين من الأعداء الذين يودون محي تلك العقيدة من الوجود .. وذلك من قبل منذ بذوق فجر العقيدة وحتى كل مراحل التاريخ فيما بعد .. فحروبها معروفة ومشهودة .. ولكن المحنة اليوم تفوق كل المعاناة السابقة .. حيث أن الأمة أصبحت اليوم شجرة لها أكثر من آلاف الفروع .. وكل فرع يرى نفسه هو على الصواب وغيره على الخطأ .. ولم يتوقف الأمر عند ذاك الحد ولكن كل فرع يرى ضرورة استئصال باقي الفروع من الساحة .. ثم ظهرت في الأمة جماعات خارجة عن دائرة الملف العقدي .. وهي تعلن نفسها بأنها متحررة من القيود الدينية وتنادي بالعلمانية .. وتلك لها أيضاً حروبها .. والمسميات لا تتوقف عند سنة وشيعة وخوارج ولكن تحت كل مسمى العشرات بل المئات من المسميات التي تمخول العقول .. ثم البعض يكفر البعض .. والبعض يحلل دم الآخر .. فإذن نحن أمام فتنة عويصة داخل سفينة تعاني من الداخل بمشاكل أهلها وركابها   ..  ومن الخارج تلاطمها أمواج وعواصف الأعداء المتربصين ..  ومن أقبح القبائح أن نكون في حرب داخل السفينة ثم يأتي أحدهم فيها ويبدأ في تقسيم الأرضية بمنطوق لكم دينكم ولنا ديننا .. ثم يتجرأ ويطلب حصته من ألواح القاعدة والعمود  الفقري للسفينة .. فعند ذلك يكون الهلاك للكل بلا شك .. وفي النهاية لن تكون هناك حصص لأحد يتمتع بها فيما بعد  .. وذلك هو مرام أعداء الأمة الذين يؤججون الساحة اليوم بالحروب والقتل بين الشعوب العربية .. ومنذ احتلال العراق وأفغانستان ثم الحروب التي تدور الآن في بعض الدول العربية والإسلامية فإن الأمة الإسلامية فقدت الملايين من الأرواح الطاهرة .. لم تفقد مثلها من قبل طوال حروبها السابقة .. وكل أنظار الموت في العالم اليوم إما في دول عربية أو إسلامية .. وتلك محنة وفتنة  نسأل الله أن يأخذ بيد الأمة ويشملها بثوب  الخلاص والسلام .

ـــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد  

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 276 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,782