بسم الله الرحمن الرحيم
عجيبــة هـي دنيـــا المفارقــات !!!!
كم من مجرم تتاح له الثغرات في نسيج القوانين فيتسلل من خلالها بريئاً ليضرب من جديد ! .. وكم من برئ قد أحكمت حلقات القوانين حوله فأضحى سجيناً في غياهب الظلم والإجحاف .. وكم من جائع يتجرع كأس الألم من الجوع واللوعة وغيره قد غصب حقه ونصيبه ثم يطعم به الكلاب !! وكم من يتيم يبكي طوال ليله في حسرة ووحشة وهناك من يغسل يده بدموع الأيتام !! وكم من مريض يتقلب في فراش الموت ولا يجد العزاء ولا الدواء .. وغيره إذا عطس يجد حوله الأعيان والأطباء .. وكم من فقير يقي ستره بكفيه وغيره يتمرمق في حلل الأزياء !! وكم من أرملة تكون حبات القمح لديها أقل عدداَ من حبات أطفالها فتنتظر النوم حتى يغفوا بالنوم الأبرياء !! وكم من أسير أحكمت حلقات القيد حول معصمه لما لم يجد إلا اللجوء إلى المرابين والأثرياء !! وكم من معوز ركب رجليه طوال اليوم في هجير الشمس ليصل بيته في أشد العناء .. وغيره في لمحة كان في قلب الفناء !! .. وكم من عاطل يطلب العمل الشريف ويجرى اللقاء وراء اللقاء .. وغيره من أبناء الأعيان يكون أمره من أول لقـاء !! .. وكم من مسكين هو وأطفاله يقون أنفسهم من الهجير والأمطار بطرف الرداء .. وحقهم مسلوب بيد غبي من الأغبياء !! وكم من أجير كد وكدح ثم لم يؤجر عندما أخذ حقه أحد الأغنياء .. وكم من مزارع يقف اليوم كله في حقله فيجد ويثمر ثم يأتي أحدهم فيسلبه بالرياء !! وكم من شاب يطلب العفاف ولا يجد مهر اللقاء .. وهناك من يجد المال ثم يتزوج مرة في الصبح ومرة في المساء !! وكم من أناس لا يفارق بيوتهم البكاء .. وآخرون لا يغادر بيوتهم الغناء !! وكم من طالب علم لا يجد ما يسد به رمقه وآخر من رفاقه يتلاعب بخبز العيش في ساحة الفضاء .. وكم من أرملة رحل الزوج عنها فرحل من حولها الأصدقاء .. وكم من راحل من الدنيا فوق نعشه وقد تخلف من ركبه أقرب الأقرباء .. وكم وكم وفعلاً هـي دنيا المفارقات !!!
ــــــــــ
الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش