بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

( بـدين ) جنة ضلت طريقها إلى الأرض   !!! 

تلك الفيحاء داري .. وصوت البلابل قيثاري .. ووشوشة النسائم أحلامي .. أرى أجنحة الملائكة ترفرف فوق وجنات كالندى لبراعم الأطفال  .. تزاور عيوناَ حالمة ناعمة ناعسة تشفي غليل من يعاني .. براءة تتوسد أحلاماَ تجلب البسمة لثغور مثل حبات عقد الآلي ..  أبرياء في مراقد المهد بروعة تفوق بدر الليالي ..   هنالك في بلد حيث الأزمان تتخطى فطرة الإدمان .. لا تتقيد بالمواسم ولا تلتقي بالأوزان ..  فلا شمس تمتلك السلطة لترمي بالأشعة كيف تشاء  .. ولا ليل يملك الفرصة ليفرض مناح الظلام والقتام  .. فهنالك فجر يشتكي قصراَ وهنالك عصر يشتكي طولاَ ..  وحديث لقلوب تمتلئ حباَ وحناناَ وعطفاَ فلا تعرف الإثم والأحزان ..  حكايات وحكايات ترويها نجوم الصبح لبراعم الأزهار عند سفرها برفقة الحسان  .. أسرار من السماء مكنونة في أعماق دوائر الندى وهي تتراقص فوق الأغصان .. وفي بساط الروض تجري فوق المروج ينابيع ماء كالزلال  .. فتميل غصون الزهر لتنال قسـطاَ من تلك الينابيع .. فتشرب ثم تشرب فلا ترتوي من عشقها للماء .. وعلى كفوف الأغصان بنت تلك العصافير أعشاشها .. لتنسجها جميلة مثل قناديل الأضـواء  .. ثم ترفرف وتتغني وترقص في أحضان الفراديس والبساتين .. تلك جنة رابية نمت وازدهرت بأحلام وخيال الملائكة .. ومن لم يسمع عن قصة الجنان فليلتقي عند رياض  ( بديـن ) .. تلك الجنة التي ضلت طريقها إلى الأرض .. فيها تبحث مياه النبع عن أكاليل الأزهار فتجدها راكعة عند حوافي الحياض .. وهنالك فوق أكتاف الجداول تقف الورود شامخة تتراقص من فرحة اللقاء .. تكشف أسرارها في همس للماء فلا يحفظ الماء تلك الأسرار .. ولكنها تنقل الأسرار من زهرة إلى زهرة وأقحوان .. وتختلس نحيلات الرحيق تلك الأسرار وبدورها تنقل الأسرار للتيجان والأفنان ..  فيتفشى الأمر ويصبح حديثاً تنقله اليعاسيب والفنان .. والكل يرقص طرباً وفرحاَ من غناء العصافير والطنان .. ينحني العود الطري خجلاَ عندما تلامسه نسمة عليلة جاءت تحمل سراَ تهمس به في الآذان  .. وتلك الفراشات تترقب الحدث عن كثب وأجنحتها في روعة السجاد العجمي .. فتميل طرباَ حين تعلم السر فتكشف أجنحتها فرحاً ثم تغلقها خوفاَ من تفشي الخبر .. فيا عجباً من حفلة عشاقها الورود والأزهار والياسمين والريحان .. رياض رحل الحزن عن ساحاتها فلا تعرف سوى أحلام البراعم في مهد الجنان .. حسن ونغمات ينشدها الخيال من الخيال فتلتقي الأسماع بأجمل الألحان ..  هي روعة الألوان وجمال اللوحة بيـد مهوب الفنـان  .. هي الساحة الخضراء وهي قبلة الأنوار.. .. تتساقط فيها قطـرات الندى وتستدير وتتمحور كاللؤلؤ والمرجان .. وتلك القماري ترفرف عاشقة فوق الجنان .. ثم تتوقف فجأة عندما ترى من حولها أعين الغـواني ..  وتتمايل ثم تنحنـي لترى وتسمع صوتها في جوقة الألحان .. والإوزة البيضاء تفكر في الرحيل وهي فكرة دامت لآلاف السنين .. تقول في نفسها كيف أرحل وأنا أقدامي تترفل في أجمل الأوطان ..  وبلشوم يقيس الأرض دوماً بقدميه فأضناه الخطى فوق ماء وطين .. وطيور الماء تزعجها قنص ورقص لبجعات وهي ترفرف كل حين .. فتضيق رمال السواحل بالعشاق وروعة المذاق   ..  فكل يتنعم ويرتجي فضل النعيم .. فهنالك موطن الأسرار فيا ترى هل من موطن مثل ( بدين  ) ..   !!

ـــــــ

    الكاتب  / عمر عيسى محمد أحمد

لمن لا يعرف ( بدين ) هي جزيرة جميلة تتوسط أربعة فروع لنهـر النيل بشمال السودان .

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 39/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 439 مشاهدة
نشرت فى 6 إبريل 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,829