جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
ســهر المنــــام !!
أعين الناس تنام هانئة وعيني تجادل ساهرةً .. وخيالي يفتقد سواتر المنافذ ولا يمنع تلك الخواطر الواردة .. غزالة قد عاندت وأحاطت الود بتلك السياج الكاتمة .. لقد أكبلت أقدامي بالقيود حتى لا أرتاد سواحلها .. وحجبت أعيني بالكف حتى لا أرى روعة حسنها .. وأوجدت الوقر حول إذني حتى لا أطرب لعذب ألحانها .. وكتمت أنفاسي تعمداً حتى لا أشتم عبق عطرها .. وتعززت كالألماس ندرة حين أدركت قلبي يغازلها .. ورغم ذلك فإن قلبي غشيم يستميت في غرامها .. كم وكم نصحت قلبي ذاك ليتقي رميات سهامها .. ولكن قلبي عنيد يريد الاستشهاد في سبيل حبها .. ينام الناس حولي وعيني ساهرة تجادل طيفها .. أميل نحو اليمين فلا أرى إلا طلعة وجهها .. وأميل نحو الشمال فلا أرى إلا روعة حسنها .. فكيف أنام مطمئناً وذاك قلبي يصارع الهيام بصيتها ؟؟.. أنا شاعر أتسلق أشجار القصيد حتى أجيد وصفها .. ثم أقف عاجزاً حين تبهرني أوصافها .. لو أوصفتها بالبدر فإن البدر لا ينير مثلها .. ولو أوصفتها بالأزهار فإن الأزهار تذبل قبل وقتها .. ولو أوصفتها بالأهلة فإن الأهلة تتناقص وتضمحل في مدارها .. ولو أوصفتها بالمنار فإن المنارات تفقد رونق نورها .. ولو أوصفتها بالكناري فإن الكناري لا يملك مثل صوتها .. فتلك الحبيبة كالجوهرة فريدة في نوعها .. أبدية المحاسن والجمال لا تتبدل في معيارها .. لقد حيرتني تواجداً وغياباً فكيف لي نسيانها .. أطلب العون والنجدة من ناصح ينصحني في شأنها .. يقودني لدرب السلام ويبعدني عن ذكرها .. يا ذلك الطبيب داوني بترياق يشفني من دائها .. ويا ذلك الواعظ داوني بآيات تشفني من ضيمها .. لقد فقدت المنام وذاك جسمي أصبح ناحلاً يشتكي من جورها .. أحاطوها بسياج العفة والكبرياء ومنعوا التواجد قربها .. وقالوا حرام مزارها وحرام على الناس اسمها .. لقد حجبوا المنافذ عنها فهل حجبوا النسائم تنشر عطرها ؟؟ .. وهل منعوا الحرير يتماوج رقة وطراوةً ليماثل جسمها ؟؟ .. وهل منعوا الخيال يسرح غارقاً في غزلها ؟؟ .. وهل منعوا الأزهار تتراقص تيهاً ودلالاً مثل تيهها ؟؟ .. كيف منعوا المنافذ وقد جهلوا سطوة حسنها وجمالها .. وتلك أسرارها تتحدى القيود ولا تقف عند حدها .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش