بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

كلام المجنون الأول :

 

المفارقة الكبرى في عدم الدقة في التعبير  !! 

 

  •   هل واحد + واحد =  2    ؟؟

  •   ( هذا ما يعتقده جميع شعوب الأرض )

  •  ( وهذا ما سيكون عليه إجابة ذلك الطفل في أي روضة أو تمهيدي )

  •  ( وهذا ما سيجيب عليه أي عالم لا شأن له بعلم الرياضيات )

  •  ( ومن هذا المنطلق أيضاً الكثير من الناس يقول : ( الأمر واضح كالشمس  أي أن وحد زائد واحد تساوي اثنين ) .

 

ولكن لعلماء الرياضيات تفسير آخر !!  وخاصة حالياً في عصر ما يسمى بتنقية علم الرياضيات عن المنطق والمماثلة والربط الخاطئ )

 

     في ذلك تجربة قام بها فريق متخصص في علوم الرياضيات .. بفرض سؤال مقصود في حد ذاته ،  وبدون تحري الدقة الحسابية في التعبير .. وكان السؤال كالآتي :  ما هو الإجابة الصحيحة إذا أضفنا واحد إلى واحد ؟  ( هكذا مجرداً )  .. فكانت الإجابات كالآتي :

 

  •   قال أحد علماء الرياضيات :   الإجابة  صفر !

  •   وقال عالم آخر  :  الإجابة  صفرين  !

  •   وقال عالم آخر  :  الإجابة   واحد صحيح !

  •   وقال عالم آخر  :  الإجابة   نصف ( عدد واحد صحيح ) !   

  •   وقال عالم آخر  : الإجابة  ثلاثة أرباع (عدد واحد صحيح ) !   

  •   وقال عالم آخر  :  الإجابة  اثنين ( عدد صحيح ) !   

  •   وقال عالم آخر  : الإجابة عشرة ( عدد صحيح ) ! 

    وهكذا تضاربت الإجابات بين العلماء !! وكل بحسب تفسيره وتعليله .  

 

فتعالوا نكتفي بالإجابات القليلة التي وردت هنا ونعرف الحقيقة مجرداً من كل عالم :

 

 

  •  قال العالم الأول : أنا قصدت أن واحد صفر زائد واحد صفر =  صفر !

  •  وقال الآخر : أنا قصدت أن واحد صفر بجانب واحد صفر =  صفرين !

  •  وقال الأخر : أنا قصدت أن واحد نصف لعدد صحيح زائد واحد نصف لعدد صحيح =  واحد صحيح !

  • وقال الأخر : أنا قصدت أن واحد ربع لعدد صحيح زائد واحد ربع لعدد صحيح = نصف عدد  صحيح !

  • وقال الأخر : أنا قصدت أن واحد نصف عدد صحيح زائد واحد ربع عدد صحيح =  ثلاثة أرباع عدد صحيح !

  •  وقال الآخر : أنا قصدت أن واحد صحيح زائد واحد صحيح  =  اثنين ( صحيح ) !

  •  وقال الآخر : أنا قصدت أن واحد رقم صحيح  بيمين  واحد صفر =  عشرة ( صحيح )

 

الخلاصة :

لوضع حد لكل الإشكالات أعلاه : ( كلام مجانين ) !!!!!

 يجب أن يكون السؤال كالآتي :

كم واحد صحيح زائد واحد صحيح . ؟؟

الإجابة :  = اثنين عدد صحيح .  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

 كلام المجنون الثاني :

 

الســـــــــــؤال الظالــــــــــم

              كثيراً ما نرى ونسمع في قاعات المحاكم حول العالم وفي منتديات النقاش والجدال وفي المناظرات التي تتم في الفضائيات سؤال في صيغة جملة غير منصفة .. وغير نزيهة .. وغير عادلة .. وهي جملة مقيدة لحرية التعبير .. وهي جملة معطلة للفكر الإنساني..  وهي جملة قد أدت إلى وضع الكثيرين في غياهب السجون بغير حق .. وهي جملة المقصود بها فقط معنى طلب الإخراس والسكوت .. وهي جملة يستخدمها رجال التحري لإذلال المتهم ولو كان بريئاً .. وهي جملة يستخدمها رجال السلطة لفرض أجندات معينة .. وفي النهاية هي جملة مخالفة لشرع الله ولأ يمكن في بعض الحالات  الإجابة شرعاً على ذلك السؤال المقرون بتلك الصيغة العجيبة !    

 

    هل تدرون ما ذلك الســؤال الظالم .. ؟؟؟؟؟؟؟

الإجابـة : هو ( السؤال الذي يقول أجب  بنعم أو لا   )   فقط  وبدون تعليل !!

هذا السؤال وبهذه الصيغة كم قد  أخرس بريئاً !! وكم قد ظلم أناساً !! وكم قد وضع الخلق أمام معضلة فكرية قاتلة !!  وكم من مرة قد استخدمها المحامون حول العالم لكسب قضية فقط لكي يكسبوها وليس لكي يرسوا عدالة أو لتحقيق إنصاف !! فقط لأجل إحراز نصر ولو على حساب البريء !!  

 

   وتعال معي أيها القارئ الكريم  لتعرف كم أن ذلك السؤال  قد يخالف شرع الله.... فإذا استخدمت ذلك في مسألة دينية مثلاً هكذا (  أجبني بنعم أو لا  فقط وبدون تعليل ) هل يجوز للرجل المسلم أن يتجوز بزوجة أخيه ؟؟     فإذا أنت أجبت بنعم وبدون تعليل فأنت قد أخطأت شرعاً ...!!   وإذا أنت أجبت بلا وبدون تعليل فأنت ايضاَ قد أخطأت شرعاَ !!  .. وهكذا إذا كان السؤال  مثلاً ( اجبني بنعم أو لا وبدون تعليل ) هل يرث الأخ المسلم أخاه المسلم ؟؟ وهكذا هناك  مسائل شرعية كثيرة لا يمكن الإجابة عليها مجرداً بنعم أو لا !!

 

                   في قضية مشهورة يقال أن لصاً دخل بيتاً لأحد رجالات الصناعات الكبرى من أجل السرقة وأثناء تواجده داخل المنزل فاجأه صاحب المنزل فعاجلة اللص بلكمة قاضية فمات على الفور ، فقام للص بالبحث في الأوراق المتواجدة على طاولة المقتول ، وعلم أنه من رجال الأعمال وأنه كان بصدد استدعاء شخص مؤهل ( هو المتهم فيما بعد ) للدخول معه في عقود عمل ،  ووجد اللص عنوان المتهم ضمن الأوراق .. ثم وجد أوراق أخرى تبين عناوين المدراء في مصانعه ، فتعمد اللص أولاً بعمل رسالة فاكس فورية من جهاز صاحب المنزل يطلب فيه من أحد المدراء أن يحضر إلى المنزل فورا.. ثم  خرج اللص من المنزل بعد أن أخذ كل أوراق المتهم   ثم ترك الباب الخارجي مفتوحاً ،  ومن تلفون عمومي اتصل اللص بالمتهم وتكلم معه باسم المقتول صاحب المنزل .. وأعطاه عنوان الرجل المقتول وطلب منه الحضور فوراً من أجل المقابلة والمعاينة .. ثم وصف له بأن المتكلم صاحب العمل رجل مشلول ولا يستطيع التحرك كثيراً وعليه فعند وصوله سوف يجد الباب الخارجي مفتوحاً ولا حرج أن يدخل إلى الداخل بدون استئذان .. فأسرع المتهم إلى العنوان المذكور فوراً طمعاً في فرصة عمل جيداً .. ووجد الباب الخارجي مفتوحاً حسب الوصف ،  ودخل بدون استئذان وفي داخل المنزل وجد رجلاً مقتولا وفوجئ بالأمر .. ثم هم بالخروج فوراً للوصول لأقرب مركز شرطة وتبليغ الأمر ولكن في تلك اللحظة حضر المدير المطلوب الذي فوجئ بالباب المفتوح وشك في الأمر ،، وفجأة التقيا الاثنان داخل الباب الخارجي .. وحاول المتهم أن يشرح للقادم بحقيقة الأمر ، ولكن الثاني شك في الرواية وطلب فوراُ الشرطة الذي حضر بالسرعة الشديدة   وكانت بداية المشكلة ..  والسؤال المشئوم إياه  في مراحل القضية ..   هل كنت تعرف المقتول  أجب بنعم أو لا  ( بدون تعليل ) فيهم المتهم بقول ( لا ولكن ..  )  فيقال له نعم أو لا بدون تعليل !!!  ثم السؤال هل كنت داخل منزل المقتول أثناء القبض عليك ؟؟ أجب بنعم أو لا   ( وبدون تعليل ) فيقول المتهم ( نعم ولكن ..)  وهكذا أجب بنعم أو لا وبدون تعليل ..  وطبعاً من صياغ القصة أعلاه لا يمكن الإجابة ( بنعم أو لا ) في أي مرحلة من المراحل  بدون تعليل !!  وهكذا وصل الأمر بالمتهم إلى حبل المشنقة !!!!!! ومثل هذه القضايا في العالم كثيرة تنتهي في النهاية إلى طريق مظلم وقاتم  بفضل سـؤال  تعجيزي هو ( أجب بنعم أو لا ) وبدون تعليل !!!!!!!!

                     (  ألم أقل لكم إنه كلام مجانين ؟؟!! )

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

المصدر: اجتهادات شخصية فردية ؟
OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 103/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 3276 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2010 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,373