جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
جمال النفــس وليست مظاهر الأديـم !!
صامت يتخذ سرج العلياء فرساُ وشموخاُ .. فقد يكون الصمت مرده الوقار والإتزان .. وليس مرده العجز وعدم الإقتدار .. وهابط يرتضىي بالمهانة تهاوناَ ومذلةُ .. ونظرات الأحتقار من حقير لا تمثل جرحاُ ولا تمثل تجريحاُ .. ولا تعد رمية هامة تستحق الوقفة .. إنما تؤكد ضحالة العقل في الزاعم صاحب المقال .. كما تؤكد ضئالة المقدرة الفكرية لدى الفاعل .. حيث الصاحب الذي ينوء بالنواقص من هوابط الصفات والأخلاق .. وهو في حقيقته يفتقد ركائز التربية والنشأة .. ولم ينمو في أحضان الفضلاء الكرام .. وأن الذي قام بنشأته وتربيته هو في حد ذاته إلى حاجة للتربية .. والنقص في الفضائل يلاحق الأصل ثم الفرع .. وقد أجرم الأصل حين أوجد مسخاُ في الوجود .. كما أنه قد أجرم حين أوجد مسقوطاُ يماثل مسقوط المناخل من الأدران .. وفاقد الرزانة والأخلاق لا يرتجي منه الفضائل ولا يلام .. بل يعد في جملة الأنعام .. وهي الأنعام التي لا تبالي بالذم أو المدح والثناء .. ولا تهمها آداب المحاسن والأخلاق .. وحين يكون القول عن الرجال والأوزان يدخل هؤلاء الساقطون في زمرة العواهن المنفوشة .. حيث يحتسبون في زمرة الأقزام .. ولا يحتسبون في صفوف أهل المقام .. والعلة تكمن في عقول خاوية تفتقد مؤهلات الإتزان والوقار .. وموروث المحاسن لديها يعادل الصفر .. وهم أصحاب نفوس لا تواكب العصرنة والتحضر .. بل في أعماقهم يفتقدون ويعانون من النقص والجهل وقلة المقام .. فكم وكم من جاهل صلف تغريه مزاعم ومظاهر الحال والجاه بالخداع .. فيرى مقامه فوق معيار الآخرين .. وعند المحك نجده ذلك الفارغ عقلاُ .. والباهت ثقلاُ .. وعقله قد يعادل الطبل الأجوف في مقدارالفراغ وقلة المحتويات .. ذلك الجراب الخاوي المملوء بسواقط الغثاء .. ومن عادة هؤلاء الأقزام أن يتخذوا الأهواء جدلاُ في القياس .. والمؤهل الوحيد الذي يملكونه هو ذلك الصوت العالي كالطبل الذي يجادل بالإزعاج .. فكلما كانت مساحة الفراغ كبيرة في عقولهم كلما كانوا يماثلون الطبل في الضجيج !. وحينها نجد أن قياسات العطاء في عقول هؤلاء تؤكد حجم الفراغ .. حيث المستويات العالية من الضجيج والضوضاء دون معطيات تفيد .. والحقائق عبر الحقب والسنين تؤكد أن الإنسان لا يرتقي لمجرد المظهر والوجاهة والنسب والجاه .. كما أن ألوان الأديم لا تفاضل البشر في مستويات المهارة والجدارة .. والإنسان أبداُ لا يرتقي بكثرة الثرثرة باللسان .. فتلك صفات تمثل هوامش البطانة التي لا تقدم ولا تؤخر .. بل تمثل مجرد لوحة من الزيف الذي يكابر به جهلاء العقول .. والمؤكد أن سطح الأديم لا يعيب الصاحب .. ولا يعيب الأنساب والإنتساب .. ولا يعيب القيمة الجوهرية للإنسان .. بل هو مجرد إطار يحتوي في داخله على الكثير من صنوف الطبائع والصفات .. وهي صنوف وطبائع لا تلقي كواحدة عند القياس .. بل تتفاوت وتتعدد تفاضلاُ وامتيازاُ بمقدار المكتسبات الثقافية والعلمية والفكرية .. ولا يمكن حصرها في صفة واحدة تقبل الذم أو المدح .. وبالمجمل فإن العاقل لا يلوم الخالق في مشيئته .. ورب عزة في لون تماثل عزة السواد الذي يتوسط بياض العيون .. والصورة تكتمل جمالاُ حين تتوفر الألوان وتتعدد .. فالبياض دون السواد في العين يشكل نقصاُ في الأداء ونقصاُ في الجمال .. كما أن السواد دون البياض في العين يشكل عيباُ لا يطاق .. وعليه فإن للألوان مدلولات من المحاسن لا تعد ولا تحصى .. والخالق البديع لم يخلق الألوان عبثاُ للإشانة أو الثناء أو التبختر والتكبر والتجبر .. ولكن هي تلك الألوان التي تكمل بعضها البعض لتخلق صورة توافق الأمزجة .. فرب مزاج يقترب من لون لمجرد المقارنة بين الألوان .. وتلك حكمة قد تكون سبباُ في تعدد الألوان . وعليه كان من ضروريات الحكمة الربانية أن تتوفر الألوان في هذا الكون .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش