http://www.youtube.com/watch?v=bMKYPpb0TS
فقد دعا المشاركون في المؤتمر في ختام أعماله إلى سن التشريعات اللازمة لتنفيذ الإنصاف والمصالحة وخاصة التشريعات التي تشمل قانون العدالة الانتقالية، وقانون الإجراءات الخاصة بالمرحلة الانتقالية وقانون العفو عن بعض الجرائم والعقوبات. كما دعوا مؤسسات المجتمع المدني والحكماء وشيوخ القبائل إلى ضرورة القيام بدورهم بشأن ترسيخ ثقافة التمسك بالقيم الدينية والاجتماعية الداعمة للحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي والعمل على توظيف الآليات الاجتماعية الداعمة للمصالحة الوطنية. وأكد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة اتخاذ الحكومة الانتقالية الإجراءات والتدابير اللازمة لتحقيق الإنصاف والمصالحة من خلال "التواصل الجاد والبناء مع أهلنا في كل المدن الليبية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، والوقوف على احتياجات الناس، وتبني أسلوب اللامركزية في تقديم الخدمات". كما شدد البيان على "تكريم الثوار المقاتلين ماديا ومعنويا والإسراع بوضع برامج محددة تمكنهم من التفاعل والمشاركة في مشاريع التحول نحو بناء الدولة المستقرة المنشودة مع تخصيص الموارد اللازمة لإنجاح ذلك". وأكد البيان على إنهاء كافة الاعتقالات والمداهمات التي تتم خارج إطار القانون والعودة بالإجراءات المتعلقة بالحقوق والحريات إلى إطار الشرعية والعمل على إحالة الموقوفين حاليا إلى الجهات المختصة وإطلاق سراح من لا تتوفر بشأنهم أية أدلة على ارتكابهم جرائم مع التأكيد على سيادة القضاء الوطني دون غيره. كما طالب البيان الختامي للمؤتمر -الذي شاركت فيه وفود من بعض الدول العربية ووفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بتبني ميثاق شرف إعلامي من شأنه تعزيز المصالحة الوطنية العليا، ودعم تفعيل مؤسسة الأوقاف والشؤون الدينية لتلعب الدور المناط بها لتحقيق المصالحة الوطنية، وكذلك دعم مؤسسة القضاء بأجهزته المختلفة باعتباره الضامن لاقتضاء الحقوق وفق الشرعية والقانون.
وأوضح عبد الجليل في لقاء مع الجزيرة أن هناك دعوة للعفو والمصالحة، لكن ذلك لن يكون على حساب المتضررين من الجرائم المتعلقة بالمصالح الشخصية مثل جرائم الأنفس والأعراض والأموال. وأضاف أن هذه الجرائم سيتم استثناؤها، ولن يتم فيها العفو إلا بعد الحكم والإنصاف وخيار المتضررين.
وفيما يتصل بالمقاتلين في صفوف نظام القذافي، قال عبد الجليل إن هناك نوعين ممن شاركوا في القتال "الأول هم الجنود النظاميون الذين كانوا يعملون في الجيش ويتحركون بأوامر، وهناك المتطوعون، وستكون المصالحة أيضا بعد الإنصاف ومعرفة حق كل من له حق".
ونفى عبد الجليل ما تردد عن مقاطعة بعض أعضاء المجلس الوطني الانتقالي للمؤتمر، وقال إن معظمهم موجود ولم يتغيب أحد إلا لعذر كاف مثل السفر.
وفيما يتعلق بالمقاتلين السابقين في صفوف الثورة وإمكانية استيعابهم، قال عبد الجليل إن الخطوة الأولى لحل مشكلتهم هي استيعابهم في المؤسسات العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية أو التعليمية، حسب ما يختاره كل منهم، وستُقرر لهم مرتبات تكفل لهم الحد الأدنى من العيش. الكيب والمصالحة
وكان رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب، قد خاطب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حيث أكد أن الحكومة الانتقالية تولي أهمية قصوى لمشروع الحوار والمصالحة الوطنيين، وستبذل كل ما في وسعها لدعم هذا المسار وبكل الوسائل الممكنة. وقال الكيب إنه ينبغي عدم تسييس المصالحة التي يجب ألاّ تستثني أحدا من الليبيين. ونفى الكيب في تصريحات للجزيرة أن يكون قد تم إقصاء غير الإسلاميين من المشاركة في المؤتمر، مشيرا إلى أن الحكومة ليست هي من نظم المؤتمر وأن باب المشاركة مفتوح لجميع الليبيين من أجل تحقيق المصالحة. وبشأن دعوته إلى عدم تسييس المصالحة في ليبيا، قال الكيب "نحن نمر بمرحلة انتقالية حرجة ونريد فيها شفافية كاملة وهدفنا هو التحرك من حال الثورة إلى بناء الدولة بدون مزايدات وأجندات خفية". وأعلن الكيب عن برامج وخطط لاستيعاب الثوار "حيث سيتم استيعاب 25 ألفا منهم في وزارة الداخلية و25 ألفا آخرين بوزارة الدفاع إضافة إلى توفير بعثات دراسية في الخارج وفي حال توفر المال ربما يتم منحهم قروضا قصيرة أو طويلة المدى لبدء حياة كريمة". ترحيب قطري ونفى العطية أن تكون لدولة قطر أي مصالح في ليبيا. وقال "إن مصلحة قطر الوحيدة في ليبيا هي الأمن والاستقرار". القرضاوي والغنوشي وقال القرضاوي إن الشعب الليبي يعد شعبا متسامحا ومتصالحا ولا يطلب الأحقاد. وأضاف "لم أشاهد في هذا البلد أناسا ملتوين ظاهرهم غير باطنهم، رأيت أناسا أقوياء يقولون ما عندهم ويفعلون ما يقولون".
وشدد القرضاوي على ضرورة أن يعي الليبيون أهمية المصالحة في الإسلام، متسائلا: أية مصلحة أعظم من إصلاح ذات البين بين الناس بعضهم مع بعض. من جهته أعرب رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي عن عدم قلقه على مصير الليبيين ووحدتهم، وقال في كلمة له أمام المؤتمر إن الليبيين منذ انطلاق ثورتهم لم نسمع أحد منهم ينادي بإمارة هنا أو هناك بل هناك صوت واحد يدعو إلى تحرير كل البلاد من النظام السابق. وأضاف "إذا كان في بعض أقطارنا إسلام مع علمانية أو مع شيء من العلمانية فليس في ليبيا إلا الإسلام". ودعا إلى أن تعالج المصالحة الجراحات السابقة ومن بينها محاسبة المتورطين في النظام السابق، وأن يكون للجلاد من الاستعداد النفسي أن يطلب الصفح ويطلب المغفرة حتى تداوى هذه الجراحات. ورأى أنه يجب الاستفادة من تجارب كثيرة حصلت في جنوب أفريقيا باعتبار الصفح يحتاج إلى محاسبة ويحتاج إلى مصارحة وإلى أن تشفى نفس الضحية وأن تعالج نفسية الجلاد. |
ساحة النقاش