أنهى الثوار الليبيون أمس حقبة دامت أكثر من أربعة عقود في بلادهم، بالإعلان عن مقتل العقيد معمر القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما بيد من حديد، في مسقط رأسه سرت. وشهدت تطورات الثورة الليبية التي انطلقت قبل نحو ثمانية أشهر، تسارعا مطردا بلغ ذروته أمس في سرت بمقتل العقيد الليبي وعدد كبير من مرافقيه ومسؤولي نظامه السابق واعتقال آخرين، على أيدي الثوار وذلك بعد أسابيع من المعارك الضارية، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي باراك أوباما نهاية فصل مؤلم في تاريخ الشعب الليبي.
وأكد محمد ليث القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في سرت أن الزعيم الليبي المخلوع كان مسلحا وقتل أثناء محاولته الفرار. وأضاف أن القذافي "كان داخل سيارة جيب كرايزلر أطلق عليها الثوار النار فخرج منها وحاول الفرار، وهو هارب دخل في حفرة محاولا الاختباء أطلق عليه الثوار النار، فخرج وهو يحمل في يده كلاشنيكوف وفي اليد الأخرى مسدسا، تلفت يمينا ويسارا وهو يقول: شنه فيه (ماذا يحصل)، وأطلقوا عليه النار فأصيب في الكتف وفي الرجل وتوفب متأثرا بجراحه". وأضاف أن القذافي "كان يرتدي بدلة كاكية اللون وعلى رأسه عمامة حين تم أسره". ونفى ليث أن يكون القذافي قتل في قصف لقوات حلف الأطلسي على سرت. وذكر "كان جسمه هزيلا جدا. واضح أنه كان مريضا فلم يتحمل الإصابة". وأعلن قيادي في المجلس الوطني الانتقالي العثور على المعتصم أحد أبناء القذافي ميتا في سرت. كما ذكر طبيب أن أبو بكر يونس وزير الدفاع في نظام القذافي قتل أيضا في سرت. وبحسب مصادر طبية وأحد المقاتلين جرح أيضا قائد الكتائب الأمنية للنظام السابق منصور الضو ونقل إلى مستشفى ميداني.
وقال الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي في بنغازي "نعلن للعالم أن القذافي قتل على أيدي الثوار"، معتبرا أنها "لحظة تاريخية ونهاية الديكتاتورية والطغيان". وأضاف "لدينا معلومات عن قافلة قصفها حلف الأطلسي بينما كانت تهرب من سرت". وأعلن قائد القوات البرية في المجلس الانتقالي خليفة حفتر أن سرت "تحررت بالكامل". وقال "تم تحرير سرت وبمقتل القذافي سقط نظام معمر القذافي وتم تحرير ليبيا بالكامل ومن كان يقاتل معه قتل أو تم القبض عليه".
ومن جهته أعلن رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل أن إعلان تحرير ليبيا سيتم في موعد أقصاه اليوم. وقال إن "مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي سيعلن تحرير البلاد وسيدلي بتفاصيل عن مقتل القذافي".
وفي إطار متصل أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن مقاتلات فرنسية "اعترضت" مجموعة السيارات التي كان القذافي موجودا فيها قبل أن تندلع مواجهات برية بين الليبيين أدت إلى مقتل الزعيم الفار.
وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي أن مقتل القذافي يشكل "نهاية فصل طويل ومؤلم" بالنسبة إلى الليبيين، داعيا السلطات الليبية الجديدة إلى بناء بلد "ديموقراطي" و"متسامح".
وقال أوباما في مداخلة مقتضبة في البيت الأبيض أمس "أعلنت حكومة ليبيا مقتل معمر القذافي. هذا الأمر يشكل نهاية فصل طويل ومؤلم بالنسبة إلى الليبيين الذين أمامهم فرصة لتحديد مصيرهم بأنفسهم في ليبيا جديدة وديموقراطية".
وأضاف "قبل أربعة عقود حكم القذافي ليبيا بيد من حديد, تم اعتقال الناس وترهيبهم، واستخدام الإرهاب كسلاح سياسي. النظام انتهى ومعقله سقط وعلى الحكومة الجديدة تجميع شتات هذا البلد"، مشيدا بالتحالف الدولي الذي ساهم في إسقاط حكم القذافي.
ساحة النقاش